المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2025
 في عالمٍ يتنامى فيه الفوضى والاضطراب، يظهر الكون وكأنه يرتكب فعلًا غير مشروع بحق جدرانه المحيطة. تحت سطوة قوانين صارمة، يتعين على أكثر الناس بؤسًا الالتزام بمعايير تشوّه حقيقة إنسانيتهم، وكأنهم ضحايا لنظام لا يعترف بحقوق الفرد. وفي ممارسة مستهجنة أشبه بسفاح قربى، يقمع كل من يتجرأ برفع صوته في مواجهة هذا النظام القاهر. تتوالى المشانق والصُلبان، ويتسارع الجلادون لتعيين أنفسهم كوزراء نيابة عن الرب. لكن في سريةٍ، يتآمرون للانقلاب عليه والاستحواذ على كل الامتيازات الممنوحة له، مما يضعف سلطته ويجعلها هامشية، حتى يتلاشى تأثيرها بالكامل.
إنه يُمثل مثالًا حيًا للوجود الدائم المتغير، حيث يظهر وكأنه يتحرك في دوامة لا تنتهي من التحوّل بين مختلف الأشكال والكائنات. هذا الكائن، رغم سهولة التعرف عليه للوهلة الأولى، يبقى في جوهره لغزًا صعب الفهم وغاية في التعقيد. يتعامل مع الواقع وكأنه لوحة مفتوحة على احتمالات لا حصر لها، حيث يصبح كل تحول هو مرحلة جديدة في مسار وجودي لا يعرف الثبات. إنه يجسد تحدي المعرفة الإنسانية في مواجهة الكينونات المتجددة والغامضة، مما يجعل منه موضوعًا شيقًا للدراسة والنقاش، حيث يفرض على كل من يتفاعل معه إعادة تقييم مفاهيم الثبات والهوية والوجود. في واقع مليء بالتغيرات السريعة والمفاجئة، يكون مثل هذا الكائن انعكاسًا للقدرة على التكيف والتحول، مما يثير الفضول حول معنى الكينونة وأبعادها المختلفة. إنه يبتعد عن كل ما هو ثابت ومستقر، وكأنه نجم ينتقل بين أبراج السماء من دون وجهة محددة. حين تراه لأول مرة، يُخيّل إليك أنك تعرفه تماماً، فهذا الوجه المألوف يبدو كأنه جزء من ذاكرة قديمة. ومع ذلك، فإنك سرعان ما تدرك أنك لم تعرفه على الإطلاق، لأن هويته تتشكل وتتلاشى كالرمال تحت مياه البحر. هي حالة من الحضور والغياب في نف...
 في زاوية مقهى صغير داخل قلب المدينة، كان يوسف يغمره شعور بأن العالم بأسره يدور حوله، وكأنه يقع في مركز دائرة لا متناهية من الأحداث والمواقف. بينما كان يتأمل فنجان قهوته، انعكست عليه صورة حياته السريعة وتيرة وأحلامه العميقةُ الجذور. كل شيء كان يبدو أنه موجود لأجله في تلك اللحظة، ممزوجًا بالشغف والتساؤل. عندما دخلت ليلى إلى المقهى، كانت تملك من الجاذبية ما يُشعر من حولها بأن هناك شعاعًا خاصًا ينبع من حضورها، كأنها شعلة من نور لا يخبو. تلاقت عوالمهما في لحظة صدفة بحتة، تلك اللحظة التي تروي قصة لقاء يتحدى قوانين الاحتمال. في حوار بمزيج من الجدية والعفوية، تناولا مسائل الحياة والأحلام، وأفضيا لبعضهما بما يشعران به تجاه العالم الواسع وكيف تتأثر رؤيتهما له بمشاعرهما الشخصية. في بقعة من الزمن والمكان، امتزجت أرواحهما بشكل عميق، وأدركا أن السعادة والحزن ليسا سوى أجزاء مترابطة من رحلتهما المشتركة. شعور الحب الذي طالما تطلع إليه يوسف وجد مكانه المناسب مع ليلى، مؤكدًا له أن الرحلة الحقيقية هي تلك التي تُعاش وتُشارك مع شريك روح. في زاوية مقهى صغير وسط مدينة تعج بالحياة والضجيج، جلس يوسف في تفك...
 أخطائي فيكِ تغريني، وتجعلني أسترسل في أفكاري دون توقف. ذاكرتي تحول المشاهد إلى واقع يصعب الإفلات منه، لكني ممتن لذاتي. بين الصباحات والقدر، هناك دائماً مساحة لعدم التسليم. أحب مراقبتي لكِ، لأنني أعلم أنني ناضج بما يكفي لتجاوزكِ بسهولة. لستُ أنساكِ وأنت تملكين ذاك السحر الأسطوري في نبرة حديثكِ، إذ تجذبين النفوس بفمٍ كالعسل في حلاوته ورقةٍ تفيض بنعومة الأنوثة الأخاذة. كانت تلك اليد التي امتدت نحوي كمنقذ في بحر هائج، تذلل الصعاب وتنقذ الغريق في لحظة يأس، تترك أثرًا لا يُنسى في الذاكرة. والبريق في عينيكِ كان كمنارة في ليلٍ مُلَبدٍ بالغيوم، يجذب الساري في صحراء الليل الحالكة كي يروي عطشه من رحيق الأحلام. أين ذلك البريق الذي كنت أراه، وكيف أعود لأعيشه مجددًا؟ في اللحظات التي يفرغ فيها العالم من طاقته، يستمر التوهج في عينيكِ ليكون ملاذًا وسراجي في دروب الحياة المظلمة. في الحيّ الشعبيّ الذي ينبض بالحياة كقلب المدينة القديمة، تقف امرأة تتحدى كل النمطيات والصعوبات التي يفرضها واقعها. هي امرأة من الحيّ، ليست فقط جزءًا من نسيج المجتمع، بل هي المحرك الذي يضفي الدفء على الأحياء الزاخرة بالذكريا...
 تحت سطوع النهار، تتشوش رؤيتي من زحمة التفاصيل وجدل هراء القال والقيل وأكذوبة الصبر الجميل ومن حذلقة السياسة والنجاسة في التحليل وفي فذلكة التعليل والتأويل. أهرب إلى وارف ظلال الصمت، أستجدي سكينة ضجيج الصوت، متلمسًا ملاذًا للراحة في ذلك الليل الأصم الأبكم الذي يحتضن أعيائي ويحمل أعبائي. لعل أفضل الهدايا التي أرجوها الآن، من حيث أدري ولا أدري، هي هدية الموت. أسائل نفسي، لماذا تراودني أحلامي وأنا قد أمسيت على يقين بنفاد أيامي؟ ألا يخجل الخيال من تضليلي؟ لماذا لا زلت أفكر بالماضي والآتي وقد بدأ يسخر من آخر أسطر مذكراتي حبر أقلامي؟ قزم يتعملق في داخلي يحدثني عن خلود الروح وعن نشور جديد. أقول له: لماذا تتبجح بهذا أيها المغرور؟ أتريد إعادتي إلى جحيم دنيا نزيف الجروح وصديد القروح؟ أنا لا أكترث لثرثرتك ولن ينتاب حشرجات رحيلي نحيب النوح. في هذه اللحظات، لا أحتاج سوى لحظة صمت تكشف لي الطريق نحو تحرير نفسي من ربقة الحزن، وتبث في روحي الأمل، حتى وإن بدا واهنًا بين ثنايا الليل. في سكون الليل، حيث يبدو أن الهمسات تنسجم مع صمت الساعات، يغمرني سؤال الكاتبة أماني الوزير: من الذي زرع كل هذا الحزن في...
 من الذي أودع كل هذا الحزن في جيوب الليل؟ هل كان عابرًا غريبًا أم وجهًا مألوفًا يتسلل بمهارة في اللحظات الأخيرة من اليوم؟ ربما تلك الليالي الهادئة التي تخفي في ظلامها أصداء الأوقات التي عشناها بفرح ومتاع، لتظهر كما الغريب المنتظر خلف الستار.  في حين أن الليل يلامس قلبي برفق، يبقى الثقل يرسخ في الصدر كأن كل تنهيدة عجزت عن الإفصاح، مختبئة بين طيات الظل الكامن على نافذتي.  لم يكن ما يجري بيني وبين الليل مجرد حوار صامت فحسب، بل كان انعكاسًا لأعماق مجهولة داخل النفس. هذه الأوقات تعيدني إلى تأملاتي وتساؤلاتي حول ماهية الصمت وكيف أن الليل يستطيع امتصاص ما نكتمه.  عند كل محاولة لأفهم هذا الحزن المتسلل، أجد أن كل تفصيل صغير يقودني إلى ذكريات مختلطة، كأنني أدفن الكلمات في صدري ليُزهر حديث داخلي جديد يأخذني بعيدًا. تتفكك اللحظات وتتحول إلى نافذة على عالم من الحنين والسكون، لترسم في خاطري صورة لرحلة غير مكتملة.  وبينما أعود لأبتكر طرقًا أعيد بها تلك اللحظات المفقودة، أدرك أنني في الحقيقة لم أكن أسير وحدي، بل كان الحنين يمضي معي يداً بيد.  كل ذلك يجعلني أتساءل: أين تكمن...
من الذي أودع كل هذا الحزن في جيوب الليل؟ هل كان عابرًا غريبًا أم وجهًا مألوفًا يتسلل بمهارة في اللحظات الأخيرة من اليوم؟  حينما يلامس الليل قلبي برفق، يظهر وكأنه يتوارى بعيدًا، تاركًا خلفه ثقلاً لا يُحمل. كيف امتلأت جيوب الليل بهذا الثقل؟ كأن كل تنهيدة لم تجد ملجأ، فاختارت الاختباء بين طيات ظل نائم على نافذتي.  لم أبح له بكل أسراري، بل كنت أستلقي في صمت، والدموع تتحدث بلغة لا يفهمها سوى نحن. هل ظن الليل أن قلبي ملك له، أو أن صمتي موافقة؟  كأن الحزن هدية قدمتها بيدي برضى، لكن في الحقيقة، ربما لم يدرك أنني، كلما حاولت نسيانها، كنت أدور في طرق أطول لأغرق في التفكير بها أكثر.  ومع كل محاولة لدفن الكلمات في صدري، وُلِدت جملة جديدة على شفتي تخاطبها: "أنتِ السبب... أنتِ التي فتحتِ جيب الليل ووضعتني فيه ونسيتِ."  لتمر اللحظات وكأنها تفك رموز لغة الدموع، فكان الحزن يستأنس الصمت وكأنه حوار سرمدي بين ليل وقلب يسكنه الحنين.  عجبًا كيف للحظات السكون أن تحمل في طياتها هذا الكم من الشجن، لتتحول إلى مرآة تعكس أسرار القلب ومكنوناته التي لم تجد لها ميناء.  ففي كل مرة أغ...
  من الذي وضع كل هذا الحزن في الليل؟ هل كان شخص غريب أم شخص نعرفه؟ يأتي في نهاية اليوم، يلمس قلبي بلطف ثم يختفي. كيف امتلأ الليل بهذا الحزن؟ كأن كل تنهيدة لم تجد مكانًا، فاختبأت في الظلام. لم أخبره بكل أسراري، بل كنت أبكي بصمت. هل ظن الليل أن قلبي له، أو أن صمتي يعني الموافقة، وأن الحزن هدية مني؟ كلما حاولت نسيانها، كنت أفكر فيها أكثر. وكلما حاولت كتم الكلمات، ظهرت جملة جديدة تقول: "أنت السبب... أنت التي وضعتني في جيب الليل ونسيتني." لم أستطع مجاراتها.. كنت أستمتع بها ببطء خوفًا من أن تنتهي، تلك التي جعلت الجمال شيئًا حيًا. ألوم نفسي أحيانًا وأسامحها أحيانًا أخرى؛ كيف أتحمل من إذا جاءت أزهرت، وإذا تدللت أشعلت، وإذا غابت أظهرت؟ تذكرت يومًا حفظت فيه أشعارًا لأغازلها، وعند اللقاء قلت: أنتِ مثل بطيخة بلا بذور، ضحكت، أعجبها التشبيه البسيط. الآن أتناول البطيخ وأزيل بذوره بضجر، لا يوجد شيء كامل.. إلا هي. فقدت أجزاء منك أجزاء أصبحت عدمًا وأجزاء تسير بجانبي متعبة لم أجدكِ! فقدتكِ، ولا أعرف كيف أكمل الطريق! أحاول إيجاد طريقة لأعيدكِ من الماضي أبحث عنكِ، عن أي شيء منكِ لأصل.. ...
  النص المحرر من الذي أودع كل هذا الحزن في جيوب الليل؟ أكان عابرًا غريبًا أم وجهًا مألوفًا، يتسلل بمهارة في اللحظات الأخيرة من اليوم، يلامس قلبي بلطف ثم يتوارى بعيدًا؟ كيف امتلأت جيوب الليل بهذا الثقل؟ كأن كل تنهيدة لم تجد ملجأ، فاختارت الاختباء بين طيات ظل نائم على نافذتي. لم أبح له بكل أسراري، بل كنت أستلقي في صمت، والدموع تتحدث بلغة لا يفهمها إلا نحن. هل ظن الليل أن قلبي ملك له، أو أن صمتي موافقة، وأن الحزن هدية قدمتها بيدي؟ ربما لم يدرك أنني، كلما حاولت نسيانها، كنت أدور في طرق أطول لأغرق في التفكير بها أكثر. وكلما سعيت لدفن الكلمات في صدري، وُلِدت جملة جديدة على شفتي تقول: "أنتِ السبب... أنتِ التي فتحتِ جيب الليل ووضعتني فيه ونسيتِ." لم أواكب ارتباكها.. حمقاء؛ كنت أرتشفها ببطء مخافة أن تنفد، تلك الماهرة التي أنسنت الجمال فلم يعد صفة للحسن بل كائنًا غالبًا، ألوم ذاتي أحيانًا وأصفح عنها أحيانًا أخرى؛ فكيف أحتمل من إذا حضرت أخضرت، وكلما تغنجت أججت، وحين أدبرت أظهرت؟ هاجمتني ذكرى يوم سهرت فيه أحفظ أشعار الأعشى وزهير لأغازلها، وعند اللقاء قلت: أنتِ كبطيخة بلا بذور، ضحكت، أعجب...
 من الذي أودع كل هذا الحزن في جيوب الليل؟ أكان عابرًا غريبًا أم وجهًا أعرفه جيدًا، يتسلل بمهارة في اللحظات الأخيرة من اليوم، يلامس قلبي بلطف ثم يتوارى بعيدًا؟ كيف امتلأت جيوب هذا الليل بهذا القدر من الثقل؟ مثلما لو أن كل تنهيدة لم تجد ملجأ لتستقر فيه، فضلت الاختباء بين طيات ظل نائم على نافذتي. لم أبح للليل بكل أسراري، بل كنت أستلقي في صمت، والدموع تتحدث بلغة لا يفقهها إلا نحن. هل ظن الليل أن قلبي ملك له، أو أن صمتي توافق، وأن الحزن هدية قدمتها بيدي؟ لعلّه لم يدرك أنني، كلما حاولت نسيانك، كنت أدور على طرق أطول لأغرق في التفكير بك أكثر. وكلما سعيت لدفن الكلمات في صدري، وُلِدت جملة جديدة على شفتي تقول: "أنت السبب... أنت الذي فتحت جيب الليل ووضعتني فيه ونسيت." من الذي أودع كل هذا الحزن في جيوب الليل؟ أكان عابرًا غريبًا أم وجهًا أعرفه جيدًا، يتسلل بمهارة في اللحظات الأخيرة من اليوم، يلامس قلبي بلطف ثم يتوارى بعيدًا؟ كيف امتلأت جيوب الليل بهذا القدر من الثقل؟ كأن كل تنهيدة لم تجد ملجأ لتستقر فيه، فضلت الاختباء بين طيات ظل نائم على نافذتي. لم أبح للليل بكل أسراري، بل كنت أستلقي في ص...
 الانتظار أحياناً يصبح مضيعة كبيرة للوقت، خاصة عندما نجد أنفسنا ننتظر شيئاً قد لا يأتي أبداً. عندما يطول الصمت ولا نسمع أي رد أو إجابة، يجب أن نفهم أن هذا الصمت نفسه هو الجواب. كثير من الناس يقضون سنوات من حياتهم وهم ينتظرون فرصة عمل أو رد من شخص أو حل لمشكلة، بينما الوقت يمر دون فائدة. الأذكى هو أن نتعلم متى نتوقف عن الانتظار ونبدأ في اتخاذ خطوات جديدة. الصمت الطويل عادة ما يعني أن الأمور لن تتغير، وأن علينا أن نبحث عن طريق آخر. بدلاً من أن نضيع وقتنا في انتظار المعجزات، يمكننا استغلال هذا الوقت في تعلم مهارات جديدة أو البحث عن فرص أخرى. الحياة قصيرة، والوقت ثمين جداً لنضيعه في انتظار أشياء قد لا تحدث أبداً. "الصمت أحياناً يقول أكثر من الكلام" "الانتظار بلا أمل مثل السير في طريق مظلم" "الوقت لا ينتظر أحداً، فلا تنتظره أنت أيضاً" "إذا أغلق باب، ابحث عن نافذة أخرى" "الصمت الطويل يقتل الأحلام" "لا تضيع عمرك في انتظار معجزة" "الحياة تمضي، فلا تقف في المكان" "الأمل بلا عمل مجرد وهم" "كل دقيقة انتظار هي دقي...
 ما تبقى ... *********** لأحلامي آفاق تفتح في فضاءات النهار، حيث تتسع نوافذ الفكر لتلامس خيوط الشمس المحملة بآمال جديدة. في هذا الإطار الزماني، تتغذى كل أحلامي وأمنياتي من لحظات الإبصار والوضوح، كأنها حمام يلتقط رغيف الحياة من فسيفساء الواقع. يسود بين كل فكرة ورؤية تناغم سحري يعكس هدوءًا وروحانية، حيث يصبح كل حلم بمثابة نافذة مفتوحة على فرص جديدة وأفاق بعيدة، مرسومة بعناية بين صفحات الزمن وتحت أجنحة الإيمان والإصرار. ما تبقى ... ********** بين ضجيج الحياة وتحدياتها، تجتاحني عواصف الزمان وتأخذني في دوامات لا تنتهي، فأجد نفسي وسط ضباب يحيط بكل جوانب كياني. أنا الضائع في ملتقيات طرق لا تعرف نهاية، في سعي دؤوب نحو لحظة مترقبة تملأها أماني ورغبات متجددة. عند سفح الجبال، حيث تلتف حولي وعود غير صادقة وشوق يصبح كعباءة غير مرئية، يمنحني قلبي الضعيف القوة لأتطلع إلى رؤية وجه غائب في هذه الأجواء المليئة بالعواصف. ومع غروب الشمس، تتلاشى الأضواء وتندمج مع الظلال، لتبرز على شاطئ الخيبة ملامح وحدتي العميقة. ما تبقى ... *********** إنسان يتألق بشغف الحياة وفضول لا يهدأ، يبعث في كل يوم جديد روحاً م...
 "إشراق الروح الصوفي" *********************** نص فادويه السماوي ******************** يَا طَائِرَ الْبُلْبُلِ الْعَزِيز، لَا تَفْقِدِ الْأَمَلَ فِي غَدٍ أَجْمَلَ وَأَفْرَحَ. فَكَمَا تَشْرِقُ الشَّمْسُ بَعْدَ كُلِّ لَيْلَةٍ، كَذَلِكَ سَتَكُونُ أَيَّامُكَ الْقَادِمَةُ مُضِيئَةً بِنُورِ الأَمَلِ وَالْفَرَحِ. إِنَّ الْحَيَاةَ تَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهَا كَثِيرًا مِنَ التَّحَدِّيَاتِ وَالْمَصَاعِبِ، وَلَكِنْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ تَتَغَلَّبُ عَلَيْهَا تَزْدَادُ قُوَّتُكَ وَحِكْمَتُكَ. تَذَكَّرْ أَنَّك لَسْتَ وَحْدَكَ فِي هَذِهِ الرِّحْلَةِ، فَالطَّبِيعَةُ تُحِيطُ بِكَ وَتُقَدِّمُ لَكَ مَا تَحْتَاجُهُ مِنْ دَعْمٍ وَرَاحَةٍ. انْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ الزَّرْقَاءِ وَالأَشْجَارِ الْخَضْرَاءِ، تَذَكَّرْ أَنَّ فِي كُلِّ زَهْرَةٍ تَتَفَتَّحُ أَمَلًا جَدِيدًا. دَعْ صَوْتَكَ الْعَذْبَ يَتَرَنَّمُ فِي أَرْجَاءِ الْبُسْتَانِ مَجَدَّدًا، وَاتْرُكْ قَلْبَكَ يَنْعَمُ بِالسَّلَامِ وَالطُّمَأْنِينَةِ. يَا طَائِرَ الْبُلْبُلِ، لَا تَتْرُكِ الْحُزْنَ يُعَكِّرُ صَفْوَ أَيَّامِكَ، فَإِنَّ الْحَيَاةَ فِي تَجَد...
 يا ليلى، ارحمي فؤاداً أسيرَ الهوى أصبحا ماذا عساي أبوحُ...؟؟ وقد هاجَ بين الضلوعِ لهيبُ الحنينِ ماذا عساي أبوحُ...؟؟ وهذا الغرامُ يُفنيني نحوكِ تسعى جوانحي متلهفةً لقلبٍ في عشقكِ... لا ينثني... لم أضعْ في دروبِ الهوى شوقي، وما تاهَ الوجدُ بأحزاني وظلُّ رفاقِ الشرابِ، التفتَ أحدُهم إلى كؤوسي وآخرُ إلى خمرِ العشقِ... ... ... والليلُ لا رقيبَ على أوجاعهِ فلا تعاتبي كأساً فاضتْ بخمرِ الهوى، يكادُ شاربُها مما يُسهرُهم أن يتخذوه للأيامِ الباقيةِ مشرباً... ... ... هلمي نتجرعُ الحُبَّ جذوةً حمراءَ يتدلى في إنائي كالغصنِ... بكوثرِ شفتيكِ ازدادتْ أحلامي وفي وجنتيكِ أغوتْها الوردةُ... ... ... نهديكِ عذاباً يا قلبُ بداخلي ألا تعصي تظنني ميتاً... وكم كتمتُه عن ناظريّ عنوةً لتشهدَ روحي المحيّا الجميلا... وكم أتعبتُ ذاتي لألقاهم وأنتِ...!! وأنتِ...!! مَنْ حازَ السعادةَ...
 ارحمي فؤاداً يا ليلى بالهيام قد استُبدّ ماذا عساي أن أنطق...؟؟ والشوق في الأحشاء اشتعل ماذا عساي أن أنطق...؟؟ وهذا الغرام يفنيني نحوكِ حواسي تسعى راكضة لفؤادٍ في عشقكِ... لا يتحول... أنا لم تتوه في الحب أشواقي، ولم يضع الهوى أحزاني وخيال ندماني، التفت بعضهم نحو كؤوسي وآخرون نحو سكرة العشق...
 عندما تغادر هذا المكان العزيز على قلبك، احمل معك كل التفاصيل الجميلة في ذاكرتك. تذكر كيف كان العشب الأخضر الناعم يلمس قدميك وأنت تمشي على الطريق الترابي، أو عندما كنت تقف بجانب البيت القديم المهجور. حتى لو وجدت نفسك وحيداً في الحافلة أو محاطاً بأشخاص غرباء، أغمض عينيك قليلاً وتذكر كيف كانت يدك تلمس العشب الرقيق. عندما تمر الغيوم في السماء سواء كانت زرقاء فاتحة أو غامقة، خذ نفساً عميقاً واشعر بالهدوء الذي يملأ قلبك مثل الغابة الساكنة. وعندما تنظر إلى السماء وقت الغروب وهي ملونة بلون البرتقالي الجميل، ستشعر وكأنك عدت إلى ذلك المكان الخاص حيث تقوم بسقي الزهور على قبر والدك وتعتني بتراب قبر والدتك. هذه الذكريات ستبقى معك دائماً وتجعلك تشعر بالدفء والحب حتى لو كنت بعيداً. عندما تبتعد عن هذا المكان احتفظ في ذاكرتك بإحساس النجيل الناعم تحت أقدامك على الدرب الترابي أو بجانب منزل مهجور، في الحافلة منعزلاً.. أو برفقة أشخاص لا تعرفهم استحضر لمسة أناملك للعشب الرقيق أرخِ جفنيك برهة سوف تعبر غيمة زرقاء أو قاتمة بسرعة خذ شهيقاً عميقاً يربطك بالغابة الساكنة في صدرك، حين تحملق في الأفق المشرق بلو...
 في أحد أحلامي، رأيتني جالسًا على مقعدٍ من الحنين كمن يجلس في انتظارٍ لا ينتهي، أكتب بحبرٍ صنعته من صبرٍ مضى عليه الزمن، مستعرضًا قضايا لم أُستدعَ لها كشاهد، لكنها لا تزال تسكن في خفايا الذاكرة. الحب المشنوق على شرفة الصمت كان محورًا للحكاية، كأنه سرٌ يقبع خلف الجدران. ورغم ضجيج الحياة من حولي، كنت أستعيد اللحظات التي شعرت فيها بلمسة الله الحانية على رأسي في غرفتي الصغيرة، وهي الذكرى التي كانت تشعرني بالطمأنينة قبل أن يغمرني الصمت الطويل برفقة الركون إلى الذات. ومع أن السكوت كان يلفّ الأرجاء، شعرت بقرب تلك اللحظات التي ترسم في روحي بزوغ حنين لا ينضب. في منامي شاهدتكِ جالسة على كرسيّ من الشوق، تخطّين بمداد الانتظار العتيق حول مسائل لم أُدعَ للشهادة بها، كأنكِ تجلسين في رواق الصمت، تتحدثين عن عشقٍ معلّقٍ في هذا المكان. وبينما كنتُ أراك، تذكرت تلك اللحظات التي كان الله فيها يمسح على رأسي في غرفتي الصغيرة، ذلك الشعور بالسكينة الذي غمرني وكان يطيل السكون في داخلي. كأنكِ كنتِ ترسمين بالكلمات صورة لعالم لم أنل فرصة دخوله، لكنه كان يعتمر في داخلك بوضوح تام. مشاعر الحب والصمت تلك، كأنها نسج...
 مَن نترقّب؟ تساؤلٌ نحمله في أعماق قلوبنا، كلّما ضاق التنفّس... هوى فوقنا كجرحٍ نازف. نحن الّذين أحببنا المارّين أكثر من اللازم، فباتوا يسكنون فينا كمُنتهِكين للسكينة، ونحن نسكن فيهم كمشرّدين في بلدانٍ تجهل هويّتنا. ************* بين العاشقين، يُمثِّل البوح النسمة التي تُنعش الروح، إذ يكون التواصل المفتوح والأساليب التعبيرية الصادقة جسرًا متينًا بين القلبين. في حال أن أحد الطرفين اختار أن يلوذ بالصمت، يجد الطرف الآخر نفسه مُكبَّلًا بأحلام لا سبيل للعودة بها، وحتى الصداقة التي قد تُشبه طائرًا بجناحين تُصبح حينها عاجزة عن التحليق، محبوسة في قفص شفاف من زجاج. إن التواصل الفعَّال لا يعزز العلاقة فحسب، بل يضمن أيضًا بقاء الاحترام والتفاهم، مما يُتيح للجميع التعبير عن أحاسيسهم وأفكارهم دون خوف من فقدان الآخر. الصمت في بعض الأحيان قد يبدو حماية، لكنه في العلاقات الإنسانية وتحديدًا في الحب، غالبًا يُمثِّل دمارًا، حيث تختنق المشاعر وتُبعَد النجوم عن متناول الأيدي الباحثة عن الدفء والرؤية المشتركة. في عالم العلاقات العاطفية، يُعتبر البوح الأداة الأساسية التي تحافظ على قوة التواصل بين العاشقي...
 في زحمة الحياة المضطربة، حيث تبقى الصفحات الفارغة في انتظار شذرات من الأحرف التائهة، تتسرب القصيدة كمنفى وسط ظلام الحقيقة. هذا الصوت، الذي كان في يوم من الأيام رجع أصداء لأحلام مشتعلة، بات الآن أنين الأسى الذي يحتضن أيامه بعناد. تغدو الكلمات كائنات تنبض بالحياة، منسوجة من عشق الأمس وذكريات المدينة التي تطوي أوراقها على أسرار لا يفهمها إلا من أصغى لصمت الليل كي يحكي الحكايات. في هذا العالم، يغدو البحث عن النفس مغامرة غامضة، تولد الحاجة لاكتشاف الملامح المتناثرة على مسارات الزمن، واستلهام القوة من الطيور التي تهتدي لطريقها رغم الظلام الدامس. إنها رحلة التحرر من الهوية المدونة على الحاشية، والتواصل مع نبضة الكون التي تظهر في كل نفس وروح أبدية تسعى للعثور على الوطن بين أكوام الاغتراب. ***************** في خضمِّ حياةٍ متلاطمة، حيثُ الصحائفُ البيضاء تنتظرُ الرقائقَ من الحروفِ الحائرة، تتسلّلُ القصيدةُ كمنفى في عتمةِ الواقع. ذلك الصوتُ، الذي كان يومًا صدى لأحلامٍ متقدة، الآن قد أصبحَ هديلَ الحزن الذي يعانقُ أيامَهُ بإصرار. تُمسي الكلماتُ كائناتٍ حية، نُسجت من شغفِ الماضي وذكرياتِ المدينة...
 في عمق الكلمات تتجلى صورة الوطن الذي أصبح بعيدًا عن متناول الأيدي والعقول. فإن أمانينا، رغم خفتها، ترتفع نحو السماء كما لو كانت تُحمل على أجنحتها، وتنساب في سريان مريح كأم تُهدهد طفلها بأنشودة مليئة بالشوق والحنين. نحن هنا نحاول التغلب على قيود الحياة وآلام الفقدان، ونبحث عن ذلك الفضاء الذي يمكن أن يجمع شتات أحلامنا ويحولها إلى واقع ملموس. زمن الحلم يتلاشى بين أصابعنا، ومع ذلك، لا نفقد الأمل في إمكانات الفجر الذي لم يصل بعد، ونستمر في كتابة القصائد التي، رغم كل شيء، تحمل في طياتها نقشًا لمنفى جديد يجد فيه أبناء المنفى وطنًا خاصًا بهم يرونه في الخيال أكثر من الواقع. في هذه السردية المعقدة، يتحد الخيال بالواقع ليشكل نسيجًا متينًا لا يزول، ويمنحنا مساحة للتجربة والمحاولة بلا كلل أو ملل، حيث يظل كل تحدٍ خطوة نحو ذلك الوطن الذي نحلم به.
 في عالم الأدب والشعر، تتجلى الكلمات كأنها قطرات غيث تنعش الروح وتسحر الحواس. تصف القصيدة العلاقة المستترة بين الحبر والقصيدة، حيث تغلف الموسيقى الروحية كل حروفها المزينة بالاشتياق والشغف. الشاعر يسكب كلماته في صفحات الوقت، فتتراقص بين أنامله كأنها أوتار موسيقية تتغنى للشجر وللحبر الذي يسيل كالنهر. هناك تداخل جميل بين الواقع والأحلام، حيث الحركة بينهما تبدو كسيمفونية ساحرة، إذ تغفو الروح في عناق الأبيات، تشرب من فيض الخيال دون أن توقظها حقائق الزمان. هذه المواجهة بين الشاعر وكلماته تحاكي تردد النغمات في الكون، وما ينتج عنها من أبعاد شعرية جديدة تغوص في أعماق الفكر والمشاعر. إن هذا النص يمثل رحلة تأملية تتسم بالجمال والتأمل، مستحضرة واقعاً ينضح بالإبداع، مؤكدًا أن الشعر هو الفجر الذي لا ينطفئ. البارحة، بينما كنت أنا ورفيقاتي نخوض لعبة "الغميضة"، أغمضت عيوني ووضعت رأسي على الحائط لأقوم بالعد كالمعتاد. ومع انتهاء العد التنازلي، فتحت عيوني لأجد أن الزمن أخذنا لواقع مغاير. كل واحدة منهن قد استقرت في مكانها، بأدوار جديدة في الحياة؛ واحدة كانت في غرفة ولادة تجلب الحياة إلى العالم، و...
  دراسة أدبية نقدية للقصة القصيرة (القبعة الأخيرة)- الكاتب القاص حسين بن قرين درمشاكي يقدم القاص حسين بن قرين درمشاكي في قصته القصيرة "القبعة الأخيرة" تجربة أدبية تحمل في طياتها تراجيديا إنسانية تتحدث عن حياة شخصية غارقة في البؤس والفقدان. يُعرّف القارئ على مرزوق، الرجل الذي أصبح رمزًا للوجع والضياع، والذي يقف على رصيف زمن عاجز، حيث تشكل حياته لوحًا سرياليًا للمعاناة والتيه. القصة تبدأ بوصف دقيق لحالة البؤس التي يعيشها مرزوق، إذ تتآكل جسده، تماما كما تتبدد أحلامه كرماد سيجارة عابرة. تعكس القبعة البالية التي يضعها مرزوق على رأسه العاري عبء السنين والألم المتراكم الذي شهدته. هذه القصة تعد دعوة لقراءة المشاعر الإنسانية العميقة واستكشاف رمزية القبعة التي تغطّي صلعته، وكيف أنها ترمز للحرية المفقودة تحت وطأة الزمن والوضع الاجتماعي القاسي. من خلال سرد مذهل وتقنيات أدبية بارعة، يحكي درمشاكي قصة العزلة والخيبة التي تتخللها ومضة أمل قديمة تجسدها مكالمة هاتفية غير متوقعة، تفتح أمام مرزوق -ولو للحظات- قوس الأمل والحنين لعائلة اعتقد أنها ضاعت في جحيم النسيان. تحليل الشخصيات والتركيب الن...
  دراسة أدبية نقدية للقصة القصيرة " لَحنُ الظِّلالِ " - الكاتب القاص حسين بن قرين درمشاكي في زمنٍ عميقٍ من عمق الأدب القصصي، يتربع الكاتب حسين بن قرين درمشاكي على عرش الإبداع السردي بقصته القصيرة "لَحنُ الظِّلالِ". تبرز القصة كعملٍ أدبيٍّ ساحر يستحق الوقوف عند كل تفاصيله بتمعنٍ وتأمل. تُعد القصة رحلةً في عوالم الزمن والأرواح، حيث تتداخل الحياة والموت في تناغمٍ غامض لا يعرف الحدود. تبدأ القصة بتسرب خيوط الفجر الأولى الخجلى لتعانق أطراف قبر مهجور، حيث تجلس "ليلى"، الفتاة ذات الشعر الذهبي الذي يتراقص كشلال من نورٍ في ظلمة المقبرة القديمة. تختلط الأجواء بفكرة الزمن المستمر، حيث أن الأمس والحاضر والمستقبل يتلاعبون بالمكان والزمان في تناغم فريد. بهذه الخلفية، تعزف ليلى لحنًا شجيًّا على قيثارة خشبية عتيقة، كل وتر يئن بوجعٍ من نوعٍ خاص، وكل نغمة تروي حكاية غيابٍ مؤلمة. ينجح الكاتب في تسليط الضوء على المفاهيم الوجودية وتجسيدها في قالبٍ قصصيٍّ غني بالمشاعر ومشحون بالرمزية، ليقدم لنا بذلك تجربة قراءة متكاملة تستدعي التفكير العميق والتأمل في مكنونات النفس البشرية. ا...