عندما تغادر هذا المكان العزيز على قلبك، احمل معك كل التفاصيل الجميلة في ذاكرتك. تذكر كيف كان العشب الأخضر الناعم يلمس قدميك وأنت تمشي على الطريق الترابي، أو عندما كنت تقف بجانب البيت القديم المهجور. حتى لو وجدت نفسك وحيداً في الحافلة أو محاطاً بأشخاص غرباء، أغمض عينيك قليلاً وتذكر كيف كانت يدك تلمس العشب الرقيق. عندما تمر الغيوم في السماء سواء كانت زرقاء فاتحة أو غامقة، خذ نفساً عميقاً واشعر بالهدوء الذي يملأ قلبك مثل الغابة الساكنة. وعندما تنظر إلى السماء وقت الغروب وهي ملونة بلون البرتقالي الجميل، ستشعر وكأنك عدت إلى ذلك المكان الخاص حيث تقوم بسقي الزهور على قبر والدك وتعتني بتراب قبر والدتك. هذه الذكريات ستبقى معك دائماً وتجعلك تشعر بالدفء والحب حتى لو كنت بعيداً.


عندما تبتعد عن هذا المكان

احتفظ في ذاكرتك بإحساس النجيل الناعم تحت أقدامك

على الدرب الترابي أو بجانب منزل مهجور،

في الحافلة منعزلاً..

أو برفقة أشخاص لا تعرفهم

استحضر لمسة أناملك للعشب الرقيق

أرخِ جفنيك برهة

سوف تعبر غيمة زرقاء أو قاتمة بسرعة

خذ شهيقاً عميقاً يربطك بالغابة

الساكنة في صدرك،

حين تحملق في الأفق المشرق بلون البرتقال

ستجد نفسك هناك عند مثوى والدك

تروي الزهور فوق تراب والدتك..


حين تغادر هذا المكان

احفظ في ذهنك ملمس العشب الطري تحت قدميك

على الطريق الترابية أو قرب بيت مهمل،

داخل الحافلة وحيداً..

أو مع غرباء لا تألفهم

تذكر لمس أصابعك للحشائش الرقيقة

أغمض عينيك قليلاً

ستمر سحابة زرقاء أو معتمة بسرعة

خذ نفساً عميقاً يوصلك بالغابة

المستقرة في قلبك،

عندما تنظر إلى الأفق المضيء بلون البرتقال

ستكتشف أنك واقف عند قبر أبيك

تسقي الورود فوق ثرى أمك..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عقل ناطق بقلم الباحث و المفكر فادي سيدو