أيها العابث في حديقة الوجدان وأنت اللاهي في فتنة الزمان، اعلم أن الطريق إلى التوبة لا يتطلب مناجاة المغفرة فحسب، بل يدعوك لتطهير ذاتك عبر مسار التأمل والأمل. لن يجديك التسول على قارعة الذنوب، فالخريف يأتي بعقابه غير منصف، وعليك أن تسعى لتقويم اعوجاج أخطائك بإصلاح الخلل قبل أن يفاجئك صمت الأجل. بينما تمر بفصول الحياة، اعمل على زراعة الخير في دروبك؛ ازرع بذرة واحدة على الأقل تعبر عن نيتك الخيرة، فالنوايا هي التي تخصب النواة وتحوّلها إلي آية ندية في سماء العطاء. واعلم أن الابتسامات والظلال لن تنسى عطاياك، فأعمالك الطيبة سيحيي ذكراك فرحة الأزهار ويقدرك عطر الثمار. هذا هو المسار الذي تخلقه النية الطيبة، وهي التي تجعل الوجود صلاة مستمرة تعكس صفاء الروح وتحمل جمال الصفات.
في صمت الغروب تتعلم أن تغفر لنفسك قبل أن تطلب الغفران من غيرك.
تعليقات
إرسال تعليق