تعبّر القصيدة عن تمازج الهمس وسكينة الليل، حيث تتجلى كأختين هاربتين من صخب النهار الذي يستمر دون أن يُلقي بالًا للرقة والشفافية في المشاعر. هذه القصيدة تسلط الضوء على اللحظات التي توفرها سكينة الليل كملاذ آمن؛ بعيدًا عن ضجيج الحياة اليومية وصراعاتها. في تلك الساعات الصامتة، تصبح المعاني أوضح والأفكار أكثر نقاءً، مما يتيح للوجدان فرصة لاستكشاف أعمق زوايا الروح بلا قيود. إن الهمس في هذا السياق ليس مجرد صوت منخفض، بل هو لغة خاصة تنمو في حضن الليل، تدعو للتأمل والهدوء وإعادة شحن الطاقات لمواجهة الصخب الذي يفرضه صراع الحياة في النهار. إن القصيدة بذلك تعبر عن التعادل وضرورة الانسجام بين الجد والهزل، بين النهار الذي يغمره العمل والليل الذي يحتضن السكينة والتروي.
أسس النهضة الجديدة: بين التقليد والحداثة " آفاق الحداثة والفكر الكلياني " المقدمة الكليانية " totalitarianism " تعتبر ظاهرة سياسية جديدة ومميزة ظهرت في القرن العشرين، وهي لا تُعد مجرد امتداد حديث لصورة الاستبداد السياسي التقليدي أو نمطًا من الديكتاتورية بالمفهوم المألوف. تُشكل الكليانية نموذجًا مختلفًا وجديدًا تمامًا في الحكم، مما جعلها الحدث الأبرز والمميز للعصور الحديثة، حيث جاءت لتقويض الأسس النظرية والأدوات المفهومية التقليدية التي كنا نعتمد عليها في فهم الأنظمة السياسية. يختلف هذا النظام في بنيته وآلياته، حيث يسعى للسيطرة المطلقة على كافة مفاصل الحياة في الدولة من خلال احتكار السلطة والهيمنة على جميع جوانب المجتمع، بما فيها السياسية والاقتصادية والثقافية. وعلى الرغم من تفرده وحداثته، إلا أن تأثيره الكبير على الفهم السياسي والأنظمة الحاكمة يفرض ضرورة تحليل معمق ودراسة مستفيضة لفهم خصائصه وآثاره. تشكل الظاهرة الكليانية والحداثة محورين مركزيين في الفلسفة الحديثة وتحدياتها. هل يمكن حقًا ربط الكليانية بالحداثة باعتبارها أفقًا تاريخيًا وفكريًا؟ وهل يمكن أن نجد الحل ...
تعليقات
إرسال تعليق