يُباغتني الزمن كعاصفة شتوية قوية، يحملني بين طياته عامًا آخر يزداد فيه شعوري بالآهات والتجاعيد التي ترسم ملامح جديدة على وجهي. يغزوني لون الفجر وحمرة الغروب في عينيّ بصمت لا يُحتمل، لتشتعل في داخلي صرخة مذبوحة تنتظر الانفراج. لو يمر الزمن دون أن يترك آثاره على يديّ، دون لمعة الفجر التيفقه، دون سباق الحياة المستمر. أتمنى لو أن الزمن يباغتني بوجهك، بعطرك وصوتك النّرجسي وضحكتك الصّارخة، ليحمل معه عامًا فيه الهواء يختلف والمشاعر تتجدد. في داخلي حرب متواصلة بين السماء والنار، بين الموت والحياة، وأنا أواجه كل هذا بصمت. يسقط ظلك في عينيّ مع اليوم الجديد، يربت على وحدتي وغفلتي، يعيد إلى ابتساماتي المجروحة بريقها من جديد.
أسس النهضة الجديدة: بين التقليد والحداثة " آفاق الحداثة والفكر الكلياني " المقدمة الكليانية " totalitarianism " تعتبر ظاهرة سياسية جديدة ومميزة ظهرت في القرن العشرين، وهي لا تُعد مجرد امتداد حديث لصورة الاستبداد السياسي التقليدي أو نمطًا من الديكتاتورية بالمفهوم المألوف. تُشكل الكليانية نموذجًا مختلفًا وجديدًا تمامًا في الحكم، مما جعلها الحدث الأبرز والمميز للعصور الحديثة، حيث جاءت لتقويض الأسس النظرية والأدوات المفهومية التقليدية التي كنا نعتمد عليها في فهم الأنظمة السياسية. يختلف هذا النظام في بنيته وآلياته، حيث يسعى للسيطرة المطلقة على كافة مفاصل الحياة في الدولة من خلال احتكار السلطة والهيمنة على جميع جوانب المجتمع، بما فيها السياسية والاقتصادية والثقافية. وعلى الرغم من تفرده وحداثته، إلا أن تأثيره الكبير على الفهم السياسي والأنظمة الحاكمة يفرض ضرورة تحليل معمق ودراسة مستفيضة لفهم خصائصه وآثاره. تشكل الظاهرة الكليانية والحداثة محورين مركزيين في الفلسفة الحديثة وتحدياتها. هل يمكن حقًا ربط الكليانية بالحداثة باعتبارها أفقًا تاريخيًا وفكريًا؟ وهل يمكن أن نجد الحل ...
تعليقات
إرسال تعليق