بين الفنّ والفلسفة ينسج خيط دقيق، حيث تتلاقى رؤية الفنّان مع تأمّلات الفيلسوف لتخلق عمقاً يفوق ما تراه العين. هذا الترابط الجوهري برز جلياً في تجربة براء، الذي وجد من خلال تأمّله لأعمال والده مالك، دفعة قوية لتنمية شغفه بالرسم. فقد اكتسب براء من والده، الفنان المتخصص في رسم الشوارع الدمشقية القديمة واللقطات البانورامية للجامع الأموي، فهماً جديداً لأهمية النظر بعمق إلى التفاصيل المخبأة وراء كل ضربة فرشاة وخط قذّافة للفكرة. تتمازج الفلسفة هنا ليس فقط لتشكيل نظرة فنية عميقة بل لتكون بمثابة مطرقة تطرق وعي الفنّان، محفزة إياه أن يستوعب ويجسد بفرشاته الفكرة بمجملها وليس شكلها الفقط. هذا الانزياح نحو العمق جعل من تجربة الرسم لدى براء ليست مجرد محاكاة للواقع، بل تفسير فلسفي لكل معطى من معطيات البيئة البصرية المحيطة به.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عقل ناطق بقلم الباحث و المفكر فادي سيدو