إنها قصة تتباين خيوطها بين اللحظة واللهفة حيث تتحد الأحاسيس وتشتد، لتتحول كل كلمة وكل سطر إلى انتظار مؤلم مليء بالشجن، يعصف بي عندما تشرق بسمتها في مسرح الحياة. الحروف تبدو وكأنها في سباق دائم، تستجدي الوقت في سبيل نسج قصة الحنين الطويلة، في سعيٍ لا يهدأ نحو الأحضان الغائبة. في مثل هذا الموضع، تتداخل العبارات وتتردد الأصوات، لتجد نفسها غير قادرة على الانبثاق بوضوح. مع كل ذكرى ترتسم، هناك أمنية دافئة تضبط نبضات العواطف التي تتراقص ببدايات جديدة، حتى تهب اللحظة المرهفة التي تفتح ممرات النفس لرؤية بريقها من جديد. هي اللحظة التي تهمس فيها زهور الأمل قائلة: "أيها القلب، إنها قريبة". يجذبني هذا السؤال ويعكس كل تساؤلاتي: "أين أنتِ؟" وكل أمل يبقى معلقًا بعودتها المنشودة.


إنها قصة تتمزق فصولها وتتشتت خيوطها بين لحظة ولهفة، حيث أجد نفسي عاجزًا عن التعبير عندما تعترض طلتها المشهد. أجد الحروف تتسابق مع الزمن وكأنها تبحث عن حضن الغائبة لبُرهة، لتعيد بناء الشوق وتربطه بلا انقطاع. في هذا الموقف، يصبح الجواب متلعثمًا، وغير قادر على الظهور بوضوح أمام ذاك الذي يطيب القلب بذكرها. أتمنى أن أضبط مشاعري لتكون متناغمة ومستقرة، إلى أن تأتي اللحظة التي يهمس فيها الزهر باسمها، ويذكرني بوجودها القريب مني، وكأنه يسأل: "أين أنتِ؟"


طال بي الظمأ في غيابها، مفارقةٌ تتسلل إلى حياتي فتزيدها تباعدًا وشوقًا، كلما نادت الأيام باسمها شعرت بقلب يعج بالحنين والجفاء في آن. تلك التي كانت تروي ظمأ روحي أصبحت كنجمة في سماء ليلة ظلماء، تحيي الأمل ولكن لا تطاله اليد. أعيش بين ذكرى حضورها البهي وبين واقع فراقها المرير، هي حاضرة في خيالي وغائبة عن عيوني، مستخدماً كل القوى لأسعى نحو رؤية تدنو بها إليّ مرة أخرى، لعلي أتمكن من الارتواء من بئر العطاء الذي ينبع منها.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عقل ناطق بقلم الباحث و المفكر فادي سيدو