عندما ننغمس في الصمت، نجد أنه عالم يحمل في طياته الكثير من المعاني التي تتجاوز الكلمات. هذا الصمت، الذي يبدو في ظاهره خالياً من الصوت، يحمل في جوهره قوة لا مثيل لها قد تُضاهي أعظم الخطابات. قد تبدو المدن مثل الغرف الفارغة التي تفتقر إلى الروح، لكنها تصبح حقيقية عندما نمنحها الدفء من قلوبنا وأحلامنا. في بعض الأحيان، نظل ظلالاً نسعى للهروب من حقيقة لا نجرؤ على مواجهتها، في هذه الأثناء يصبح الحلم والمدن الممزقة كلاهما في حاجة إلى خيط يشدّ أجزاءها ويمنحها الحياة من جديد. هناك أماكن حيث الزمن يصبح بلا معنى، لحظات تعيش في فلك لا تحده الجذور، وتذكرنا بأن الحياة ليست دائماً بحاجة إلى تأكيد صارم لوجودها. الفكرة التي تفقد شغفها تموت بين أيدينا، والعجز ينبثق حين نخفي مشاعرنا خلف ستارٍ من الوهم الأخرس. نحن نخاف من العدم، ولذلك نسعى جاهدين للبحث عن بصيص من الضوء، حتى حين تغمرنا الظلمة. في العزلة، نجد مساحة لإعادة اكتشاف الذات، حيث نفسح المجال للأفكار لتنمو وتثمر في ظل هدوءٍ يعيد ترتيب فوضى الداخل.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عقل ناطق بقلم الباحث و المفكر فادي سيدو