تنقشع الأساطير حين تُمسي هالةً ذات ألق عتيق، أنثى كوردية تتجلى كأحد المستودعات السرية لأسرار الأرض والنباتات الأصلية. تخطو بخفة عبر السهوب، حيث تُنسَج غلالة من الحقول التواقة لحبات الحنطة المثقلة بالتاريخ العريق. تُغطى الطرقات بظلال مساءات تأخذ لون الوحي الغامض، وتمتزج فيه شفافية الندى بأريج الورود الباكر ونضارة الأقحوان المثيرة بلمسها المباشر. إنها سيمفونية تتفتح في رمش كل عين من عينيها، ما يَخرجُ منها نشيدٌ يُفتتحُ بالرغبة في الغوص إلى أعماق المتاهة العصية على الفهم. وتلك الابتسامة الطائشة المنطلقة برقتها الخفية تكشف عن عذوبة غرامًا لا يُقاوم على شفتيها، تروي قصة عشق مُخبأة في تجاويف الزمان. هو جمال يُبهر العيون ويستلهم الأقلام، حيث تلتحم الأسطورة بواقع ساطع في كثافته، وتتجسد في كل نظرةٍ وابتسامة.
أسس النهضة الجديدة: بين التقليد والحداثة " آفاق الحداثة والفكر الكلياني " المقدمة الكليانية " totalitarianism " تعتبر ظاهرة سياسية جديدة ومميزة ظهرت في القرن العشرين، وهي لا تُعد مجرد امتداد حديث لصورة الاستبداد السياسي التقليدي أو نمطًا من الديكتاتورية بالمفهوم المألوف. تُشكل الكليانية نموذجًا مختلفًا وجديدًا تمامًا في الحكم، مما جعلها الحدث الأبرز والمميز للعصور الحديثة، حيث جاءت لتقويض الأسس النظرية والأدوات المفهومية التقليدية التي كنا نعتمد عليها في فهم الأنظمة السياسية. يختلف هذا النظام في بنيته وآلياته، حيث يسعى للسيطرة المطلقة على كافة مفاصل الحياة في الدولة من خلال احتكار السلطة والهيمنة على جميع جوانب المجتمع، بما فيها السياسية والاقتصادية والثقافية. وعلى الرغم من تفرده وحداثته، إلا أن تأثيره الكبير على الفهم السياسي والأنظمة الحاكمة يفرض ضرورة تحليل معمق ودراسة مستفيضة لفهم خصائصه وآثاره. تشكل الظاهرة الكليانية والحداثة محورين مركزيين في الفلسفة الحديثة وتحدياتها. هل يمكن حقًا ربط الكليانية بالحداثة باعتبارها أفقًا تاريخيًا وفكريًا؟ وهل يمكن أن نجد الحل ...
تعليقات
إرسال تعليق