تنقشع الأساطير حين تُمسي هالةً ذات ألق عتيق، أنثى كوردية تتجلى كأحد المستودعات السرية لأسرار الأرض والنباتات الأصلية. تخطو بخفة عبر السهوب، حيث تُنسَج غلالة من الحقول التواقة لحبات الحنطة المثقلة بالتاريخ العريق. تُغطى الطرقات بظلال مساءات تأخذ لون الوحي الغامض، وتمتزج فيه شفافية الندى بأريج الورود الباكر ونضارة الأقحوان المثيرة بلمسها المباشر. إنها سيمفونية تتفتح في رمش كل عين من عينيها، ما يَخرجُ منها نشيدٌ يُفتتحُ بالرغبة في الغوص إلى أعماق المتاهة العصية على الفهم. وتلك الابتسامة الطائشة المنطلقة برقتها الخفية تكشف عن عذوبة غرامًا لا يُقاوم على شفتيها، تروي قصة عشق مُخبأة في تجاويف الزمان. هو جمال يُبهر العيون ويستلهم الأقلام، حيث تلتحم الأسطورة بواقع ساطع في كثافته، وتتجسد في كل نظرةٍ وابتسامة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عقل ناطق بقلم الباحث و المفكر فادي سيدو