تُعلن مجموعة سيريوس الإعلامية بفخر عن إصدار العدد الثلاثون من مجلتها الدورية "رصيف 81 الثقافية"، وهي مطبوعة رقمية تُسهم بشكل فعّال في تعزيز الحوار الثقافي والفكري بين المثقفين والأدباء. تهدف المجلة إلى أن تكون ضوءاً يرشد نحو نهضة ثقافية شاملة، متجاوزةً العقبات المتوارثة كالجهل والفصل الاجتماعي، مُكرسةً نفسها كمنبر للأفكار البناءة والآراء المتنوعة.
يُفتتح هذا العدد بمقالة فكرية عميقة كتبها رئيس التحرير المهندس فادي سيدو، تحت عنوان "الهُوية عبر العصور: من الماهيات السقراطية إلى الوجود الأصيل الكيركيجاردي". تأخذ هذه المقالة القراء في رحلة عبر الزمن، تُمكنهم من الغوص في فلسفات الهوية المختلفة. فالمقالة تبدأ من الماهيات السقراطية التي تبحث عن الحقيقة والجوهر الداخلي، ممتدةً إلى فلسفة الوجود الأصيل لسيرين كيركيجارد، والتي تُظهر أهمية الوعي الفردي في تحديد الهوية الشخصية والاجتماعية. تسعى هذه المقالة إلى إعادة النظر في مفهوم الهوية في سياق التغيرات الاجتماعية والثقافية المعاصرة.
كما خصصت مجلة "رصيف 81" حوارها الشهري للقاء مُلهِم مع الفنان السوري رشيد عساف، الذي أجرته الإعلامية التونسية مها ثابت. تناول اللقاء مسيرة عساف الفنية المترعة بالإنجازات الدرامية، وناقش آراءه حول تأثير الإعلام في تعزيز الثقافة والفن العربيين.
قدّم العدد الجديد مقالات نوعية ضمن محور مقالات وفكر، حيث تطرقت المقالات لقضايا ثقافية وفكرية تهم المشهد الحضاري العربي. برزت من بينها مقالة الكاتب المصري محمد فتحي شعبان بعنوان "الهوية.... الأمة... الحضارة: اللقاء الثاني"، التي ناقشت أبعاد الهوية الوطنية وعلاقتها بالأمة والحضارة، مسلطةً الضوء على التحديات التي تواجه الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل العولمة والتغيرات المستمرة.
كذلك، تضمن العدد مقالة للدكتور زياد دبور بعنوان "تجليات الرؤية الباطنة"، حيث استكشفت المقالة الفكر العميق وكشفت عن الأسس الفلسفية التي تواجه العالم من منظور داخلي، مركزة على كيفية انعكاس الأفكار الجوهرية في الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات.
وضمن الأنشطة الثقافية، جاءت ورشة الإبداع التمثيلي مع أسامة السبكي كفرصة ذهبية للساعين إلى تطوير مهاراتهم التمثيلية. تميز السبكي بأسلوبه الفريد الذي يجمع بين الاحترافية وتحفيز الإبداع، مما يجعل الورشة مناسبة لجميع المستويات.
في زاوية "سينماك"، تقدم الكاتبة والناقدة السينمائية المصرية نور فهمي تحليلاً عميقاً للفيلم المصري "تلك الأيام". في مقالها بعنوان "((تلك الأيام)).. بين اللذة المحرمة والسلطة المشتهاة"، تستعرض نور فهمي العلاقات المعقدة بين الشخصيات وكيف تتداخل الرغبات الشخصية مع بنية السلطة في المجتمع. تستخدم الكاتبة عدستها النقدية لتفكيك العناصر الجمالية والسردية للفيلم، مشيدةً بالأداء المتميز للممثلين وقدرة المخرج على صياغة رؤية جريئة ومثيرة. تقدم نور رؤية نقدية تتناول الجوانب الفنية والرسائل الضمنية للفيلم، التي تدفع المشاهد لمراجعة المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية السائدة.
وفي زاوية "أقلام حرة"، تقدم الكاتبة والإعلامية اليمنية نبيهة محضور مقالة حول "الفنون.. فلسفتها الجمالية ودورها في التواصل والتقارب بين الشعوب". تسلط المقالة الضوء على أهمية الفنون كوسيلة للحوار الثقافي والتقارب بين الحضارات، موضحةً دورها في بناء جسور التفاهم المتبادل والتسامح. وتختتم المقالة بالتأكيد على ضرورة دعم المبادرات الفنية لبناء مستقبل قائم على التعاون والتفاهم العالمي.
تستمر المجلة في دعمها للإبداع من خلال فتح أبوابها للأدباء والكتاب للمساهمة في نهضتها الثقافية. تعكس هذه الجهود رؤية المجلة في أن تكون الثقافة أداة فعّالة للتحرير والتقدم، مستقطبةً مشاركة القاعدة العريضة من مثقفي العالم العربي و الغربي.
يمثل هذا الإصدار خطوة نوعية في رحلة "مجلة رصيف 81" نحو تعزيز النهضة الثقافية الشاملة والمستدامة، ويطمح في أن تكون منصة للإلهام وبناء مستقبل أكثر ازدهارًا ووحدة للعالم.
تعليقات
إرسال تعليق