في خضمّ بحرِ الهيام وتحت أستار الليل الساكنة، تُلقي الكلمات وِزرها على القلوب المحبة في لحظة خلود الزمن. إن عشق القلب في تساميه وتعبّده لا يعرف قيوداً ولا يعترف بحدود تُعيقه، بل ينثر الأمل كعطرٍ ندي ينمو في جنبات الروح الجائعة للهيام. ليست كلماته سلعة تُقايض ولا حبّه يُستزاد، بل هو عبادة للروح، تغلغل فيها الماضي واستقر المستقبل في كنفها، كالعدنِ تزهو طيباً وتتفانى عشقاً وفناء. كل قطرة عشق تُشبه كأس خمر تروي ظمأ القلب أبداً، تتراقص بها أطياف الأمل والحنين في أفق لا نهاية له. هنا يختلط السكون بالنشوة، وينسج الدهر بُردةَ الشوق في عالم لم يزره الكبَر والتعب يوماً.
أسس النهضة الجديدة: بين التقليد والحداثة " آفاق الحداثة والفكر الكلياني " المقدمة الكليانية " totalitarianism " تعتبر ظاهرة سياسية جديدة ومميزة ظهرت في القرن العشرين، وهي لا تُعد مجرد امتداد حديث لصورة الاستبداد السياسي التقليدي أو نمطًا من الديكتاتورية بالمفهوم المألوف. تُشكل الكليانية نموذجًا مختلفًا وجديدًا تمامًا في الحكم، مما جعلها الحدث الأبرز والمميز للعصور الحديثة، حيث جاءت لتقويض الأسس النظرية والأدوات المفهومية التقليدية التي كنا نعتمد عليها في فهم الأنظمة السياسية. يختلف هذا النظام في بنيته وآلياته، حيث يسعى للسيطرة المطلقة على كافة مفاصل الحياة في الدولة من خلال احتكار السلطة والهيمنة على جميع جوانب المجتمع، بما فيها السياسية والاقتصادية والثقافية. وعلى الرغم من تفرده وحداثته، إلا أن تأثيره الكبير على الفهم السياسي والأنظمة الحاكمة يفرض ضرورة تحليل معمق ودراسة مستفيضة لفهم خصائصه وآثاره. تشكل الظاهرة الكليانية والحداثة محورين مركزيين في الفلسفة الحديثة وتحدياتها. هل يمكن حقًا ربط الكليانية بالحداثة باعتبارها أفقًا تاريخيًا وفكريًا؟ وهل يمكن أن نجد الحل ...
تعليقات
إرسال تعليق