الاستمرار في حارات الوجود الخاوية على بصائرها تمثل تجربة مليئة بالرهبة والشعور بالضياع. في هذه الأحياء، يظهر كل شيء من حولنا كأنه قد فقد بريقه وانتهك بروحه، حيث تبدو الأمور في تدهور مستمر نحو هاوية العدم. الأجواء المشحونة بالفراغ والافتقار تتجلى في كل زاوية وكل ملمح، حيث يُستسلم للأصل الأول: العدم. في هذا المحيط المظلم من الخمود، كل محاولة للخلاص تبدو وكأنها جهد لا طائل من ورائه، حيث يجد الجميع أنفسهم محاصرين في دوامة لا نهاية لها من الضياع والتدهور المتواصل. هذه البيئة القاسية تعمل على إظهار أضعف جوانبنا وأقلها حكمة، مما يجعلنا نعيش في دائرة مفرغة بلا مخرج، مما يعكس بؤس الواقع الذي نحاول جاهدين الفرار منه. هذا الواقع الحزين يدفعنا للتفكير بعمق في مفهوم وجودنا ومعنى الحياة. ربما نحتاج إلى بصيص من الأمل أو تجديد النظر في طرق مواجهة هذا الوضع القاسي. في النهاية، يبقى السؤال: هل بإمكاننا العثور على طريق للخلاص وسط هذا الظلام المستبد، أم أن مصيرنا المحتوم هو الانزلاق إلى هاوية العدم؟
أسس النهضة الجديدة: بين التقليد والحداثة " آفاق الحداثة والفكر الكلياني " المقدمة الكليانية " totalitarianism " تعتبر ظاهرة سياسية جديدة ومميزة ظهرت في القرن العشرين، وهي لا تُعد مجرد امتداد حديث لصورة الاستبداد السياسي التقليدي أو نمطًا من الديكتاتورية بالمفهوم المألوف. تُشكل الكليانية نموذجًا مختلفًا وجديدًا تمامًا في الحكم، مما جعلها الحدث الأبرز والمميز للعصور الحديثة، حيث جاءت لتقويض الأسس النظرية والأدوات المفهومية التقليدية التي كنا نعتمد عليها في فهم الأنظمة السياسية. يختلف هذا النظام في بنيته وآلياته، حيث يسعى للسيطرة المطلقة على كافة مفاصل الحياة في الدولة من خلال احتكار السلطة والهيمنة على جميع جوانب المجتمع، بما فيها السياسية والاقتصادية والثقافية. وعلى الرغم من تفرده وحداثته، إلا أن تأثيره الكبير على الفهم السياسي والأنظمة الحاكمة يفرض ضرورة تحليل معمق ودراسة مستفيضة لفهم خصائصه وآثاره. تشكل الظاهرة الكليانية والحداثة محورين مركزيين في الفلسفة الحديثة وتحدياتها. هل يمكن حقًا ربط الكليانية بالحداثة باعتبارها أفقًا تاريخيًا وفكريًا؟ وهل يمكن أن نجد الحل ...
تعليقات
إرسال تعليق