بين نغم الحفيف ودندنتي الحزينة، استنزفتُ نجوم القهر، وأرضعتُ الأنين ناياً، ليصبح لحنه عنواناً للأحزان والآلام. في كل نفخة أطلقتها في روح الناي شُحنت بمشاعري الأثقل، تجلت توصيفات حزينة في كل نغمة، فكان البكاء عزفاً منفرداً لا يشاطرني فيه أحد. هذا المشهد الشعري يعبر عن حامل الحزن الذي يعجز عن البوح بالكلمات، فيجد سلواه وأصدق تعبيراته في الموسيقى، حيث يذوب نغم الناي الحزين في زخم نوته، ليعكس ما لا يقدر عليه الكلام. إنها قصة من يجد في الفنون مكاناً أصدق لتجليات روحه وانعكاس آلامه التي تستحق أن تُسمَع وتُقدَّر.
أسس النهضة الجديدة: بين التقليد والحداثة " آفاق الحداثة والفكر الكلياني " المقدمة الكليانية " totalitarianism " تعتبر ظاهرة سياسية جديدة ومميزة ظهرت في القرن العشرين، وهي لا تُعد مجرد امتداد حديث لصورة الاستبداد السياسي التقليدي أو نمطًا من الديكتاتورية بالمفهوم المألوف. تُشكل الكليانية نموذجًا مختلفًا وجديدًا تمامًا في الحكم، مما جعلها الحدث الأبرز والمميز للعصور الحديثة، حيث جاءت لتقويض الأسس النظرية والأدوات المفهومية التقليدية التي كنا نعتمد عليها في فهم الأنظمة السياسية. يختلف هذا النظام في بنيته وآلياته، حيث يسعى للسيطرة المطلقة على كافة مفاصل الحياة في الدولة من خلال احتكار السلطة والهيمنة على جميع جوانب المجتمع، بما فيها السياسية والاقتصادية والثقافية. وعلى الرغم من تفرده وحداثته، إلا أن تأثيره الكبير على الفهم السياسي والأنظمة الحاكمة يفرض ضرورة تحليل معمق ودراسة مستفيضة لفهم خصائصه وآثاره. تشكل الظاهرة الكليانية والحداثة محورين مركزيين في الفلسفة الحديثة وتحدياتها. هل يمكن حقًا ربط الكليانية بالحداثة باعتبارها أفقًا تاريخيًا وفكريًا؟ وهل يمكن أن نجد الحل ...
تعليقات
إرسال تعليق