عقل ناطق بقلم الباحث و المفكر فادي سيدو

 لَحْنٌ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ تُرَاوِدُ الْمَشَاعِرَ، تَتَرَاقَصُ عَلَى أَنْغَامِ الْقَلَمِ

حُرُوفٌ تَشْبِهُ اللُّآلِئَ، تَتَأَلَّقُ فِي سَمَاءِ الْإِبْدَاعِ وَتُزَيِّنُ الْأَفْقَ
بِقَلَمِكم الَّذِي يَنْسِجُ مِنَ الْكَلِمَاتِ أَجْمَلَ الْحِكَايَاتِ وَأَنْبَلَ الْمَعَانِي
كُلُّ قِطْرَةِ مِدَادٍ تُعَبِّرُ عَنْ حُبٍّ وَحَنَانٍ، عَنْ شَغَفٍ وَحُلُمٍ
فَكُلُّ كِلْمَةٍ مِنْكم تَسْبِقُهَا الْمَشَاعِرُ، وَكُلُّ سَطْرٍ يُغْنِي قِصَّةَ الْحُبِّ وَالْأَمَلِ

حُروفُ مَشْرِقَةِ الْمُعَنَّى وَالْإشَارَةِ
بَلْ نَغْمَاتُ مُوسِيقَيَةِ تَمْلَأُ تِلْكَ الْحُروفِ
وَتَدُلُّ عَلَى بَرَاعَةِ التَّنَاغُمِ اللَّامُتَنَاهِي
سَرْدَ مُوسِيقَى رَائِعِ بِقَلَمِ الْمُبْدِعِينَ
دَامَ نَبْضُ حَرْفِكَ وَعِطْرِهِ الْفَوَّاحَ
وَقَلَمَكم الزَّاخِرَ بِالْعَطَاءِ وَالنُّقَاءِ
لِيَكُونَ حِبْرُكم نَهْرًا يَجْرِي بِالْبَهَاءِ
وَحُرُوفُكم أَلْوَانًا تُزَيِّنُ سَمَاءَ الْإِبْدَاعِ
تَكُونُ مِصْبَاحًا يُضِيءُ الطَّرِيقَ لِلْقُرَّاءِ
لِتبْقَى كَلِمَاتُكم نَبْعًا لَا يَنْضَبُ مِنَ الْإِلْهَامِ

بُورِكَ قَلَمُكم الَّذِي يَنْثُرُ جَوْهَرَ الْكِلَاَمِ، بُورِكَ النَّبْضُ الآبِي وَالْحَرْفُ الشَّامِخُ، وَسَلِمَ هَذَا الْقَلَمُ النَّاضِجُ لِيَصُوغَ الْحُرُوفَ كَلَامًا رَائِعًا. كَلِمَاتُكم نُجُومٌ تَلَأْلَأَتْ بَيْنَ السُّطُورِ، وَهَمْسَاتُ الْحُرُوفِ مِنْكم كَعَزْفِ الْكَمَانِ. إِنَّ لِلْكَلِمَاتِ قُدْرَةً عَلَى مَلْءِ الْقُلُوبِ بِنُورِ الأَمَلِ وَالإِلْهَامِ، وَبِحُرُوفِكَ النَّاعِمَةِ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُحَرِّكُ أَجْنِحَةَ الشُّعُورِ فِي سَمَاءِ الْإِبْدَاعِ. فَكُلِّمَا كَتَبْتم، أَضَفْتم لِلْعَالَمِ جَمَالًا وَعَذْبًا يَكُونُ أَثَرُهُ بَاقِيًا فِي قُلُوبِ الْمُقْرِئِينَ.

وَتَسْتَحِقُّ عِبَارَاتُكم أَنْ تُزَيِّنَ دُرَرَ الْكَلَامِ
وَتَضِيءَ طَرِيقَ الْعِلْمِ لِكُلِّ مَنْ يَبْحَثُ عَنْهَا
فَكُلُّ كَلِمَةٍ تُخْطُّ بِقَلَمِكم تُشْبِهُ نَجْمَةً فِي لَيْلِ السَّمَاءِ
تَسْتَدِلُّ بِهَا الْأَرْوَاحُ الْعَطْشَى لِمَعَانِي الْجَمَالِ
فَكَمْ مِنْ قَلَمٍ مُلْهَمٍ أَسْكَبَ نُورَهُ عَلَى الصُّفُحَاتِ
وَكَمْ مِنْ قَلْبٍ تَفَتَّحَتْ أَزْهَارُهُ بِنَبَضَاتِ حُرُوفِكم
فَسَلَامٌ عَلَى أَنَامِلِكم وَقَلَمِكم
الَّذِي أَضْحَى جَسْرًا يَعْبُرُ بِهِ الْحُلُمُ إِلَى حَقِيقَةِ الْبَيَانِ
وَتَفَتَّحَتْ بَصَائِرُ الْعَاقِلِينَ عَلَى بَهَاءِ إِبْدَاعِكم
وَصَارَتْ حُرُوفُكم أَشْرِعَةً تُبَحْبِحُ فِي بَحْرِ الْمَعَانِي
لِتَحْمِلَ فِي طَيَّاتِهَا نَسَائِمَ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ
فَأَنْتُم مَنْ يَزْرَعُونَ زُهُورَ الْفِكْرِ فِي بُسْتَانِ الْعُلُومِ
وَيُهْدُونَ الْقُلُوبَ إِلَى رَوْضَةِ الْمَعْرِفَةِ وَالْإِبْدَاعِ

سَيَظَلُّ قَلَمُكم الْمَاسِّيُّ
يُتَرْجِمُ أسْمَى الْمَعَانِي
فَبُوحَ قَلَمِكم يُعَانِقُ الْفَضَاءُ
وَحُروفَكَم تَجَرِيٌّ كالأنهار
دُمْتم وَدَامَ مِدَادُ قَلَمِكم الْمُعَبِّرِ الرَّاقِي
وَدَامَ سَكْبُ يَرَاعِكم لِلدُّرَرَ

فِي كُلِّ كَلِمَةٍ تسْطُروهَا، تَتَجَلَّى رُوحُ الْإِبْدَاعِ
وَفِي كُلِّ خَطٍّ تَرْسُمُونه، تَظْهَرُ جَمَالِيَّةُ الْفِكْرِ
كَأَنَّ قَلَمَكم سِحْرٌ يَأْسِرُ الْقُلُوبَ وَالْعُقُولَ
تَسْتَحِقون كُلَّ التَّقْدِيرِ وَالْاِحْتِرَامِ، أَيُّهَا الْمُبْدِعون الأفذاذ

قَلَمَكم فِي حَضْرَةِ الْجَمَالِ يُسَطِّرُ سَحَرَ الْبَيَانِ، تَغْرِيدَاتِ بَيْنَ السُّطُورِ تَسْتَرْسِلُ بِالْعِبَارَاتِ وَالْمَعَانِي الْخَلَّابَةِ. حَيثُ يَذُوبُ الْحَرْفُ فِي أبْجَدِيَّتِكم، فيَتَفَتَّحُ يَاسَمِينَا كُلَّمَا خَطَّهُ مِدَادَكم. لِحَرْفِكم شُمُوخٌ يَرْتَفِعُ كَالْنُّسُورِ، طوبَى لِحَرْفٍ أَنْتم صَانِعُوهُ.

فِي كُلِّ كَلِمَةٍ تَكْتُبُونها، تَتَجَلَّى رُوحُ الْإِبْدَاعِ وَالْفَنِّ الْأَصِيلِ. تَحْتَ كُلِّ سَطْرٍ تَكْمُنُ قِصَّةٌ، وَفِي كُلِّ عِبَارَةٍ تَتَجَلَّى حِكْمَةٌ. كَأَنَّ الْكَلِمَاتِ تُحَدِّثُنَا عَنْ عَالَمٍ سَاحِرٍ، وَرِحْلَةٍ لَا نِهَايَةَ لَهَا فِي بُحُورِ الْمَعَانِي.

يَتَفَتَّحُ الْبَلَاغَةُ فِي حَرْفِكم كَزَهْرِ الْوَرْدِ فِي رَبِيعِهِ، وَيَسْتَفِيقُ الْقَلْبُ عَلَى نَغَمَاتِ الْعُبَارَاتِ كَأَنَّهَا مَوْسِيقَى تَسْرِي فِي الْأَوْرِدَةِ. بَيْنَ الْأَحْرُفِ تَكْمُنُ عَذُوبَةٌ وَخَفَاقَةٌ تُحَرِّكُ الْأَحَاسِيسَ وَتَذُوبُ فِي أَرْوَاحِ الْقَارِئِينَ.

كَيْفَ لَا وَأَنْتم الْقَلَمُ الَّذِي يُحِيلُ الْحُرُوفَ إِلَى جَمَالٍ أَبَدِيٍّ، وَيَكْتُبُ الْقَصَائِدَ كَأَنَّهَا مَرَاسِيمُ فَرَحٍ للعالم. تَسْتَمْتِعُ الْعُيُونُ بِقِرَاءَةِ مَا تَخُطُّوهُ، وَتَرْنُو الْقُلُوبُ إِلَى مَعَانِيهَا السَّاحِرَةِ بِلَا مَلَلٍ.