خياطة الأحلام
في زاوية عتيقة من القرية، كانت هناك امرأة تُدعى ليلى، معروفة بمهارتها في الخياطة. لكنها لم تكن خيّاطة عادية. كانت ليلى ترتق جسدها وتخيطه بشهوة غلفها ثوب الأماني. كل غرزة، كانت تأملًا في غدٍ أفضل، وكل خيط، حلمًا لا ينتهي.
في يوم من الأيام، ظهر شاب غريب عند باب ورشتها، يُدعى عماد، جذبته أخبار مهارات ليلى. كان يحمل جراحًا دفينة في روحه، يبحث عن خياطتها بسحر طعناتها. دلف إليها بتردد، لكن حين رأى ليلى وهي تخيط بثوب آمالها، لم يستطع إلا أن ينجذب بسحرها.
بابتسامة خجولة، سأل عماد عما إذا كانت تستطيع معالجة جروحه. نظرت ليلى إلى عينيه، ورأت مساحات من الألم تغمرها. قالت له بلطف، "كل جرح هو قصة، وكل قصة يستحق أن يُعالج."
جلس عماد على الكرسي، بينما حملت ليلى إبرتها الخاصة. بدأت بخياطة طيات قلبه، وكل غرزة كانت تُحلِّق بعماد أعلى، يدفن أنفاسه بين تفاحتين من الأحلام غير المحققة. ولم يدرِ كيف، لكنه شعر بأن جراحه بدأت تلتئم.
وفيما كانت ليلى تتقدم بخياطتها، كانت تتمعن في وجه عماد. تأملت كل طعنة قديمة وكل ندبة جديدة، لكل منها قصة. كانت هي تتلذذ بطعنات سكينه المغمورة بالجوع، تشتاق لأن تملأ الفراغ بأمل جديد وحب يتغذى بشفافية.
عندما انتهت، لم تكن جراح عماد الجسدية وحدها التي التئمت، بل حتى جراحه الروحية بدأت تتلاشى. نظر إلى ليلى بعينين ممتلئتين بالامتنان والحب، وفي تلك اللحظة، أدركا أنهما لم يجدا شفاءً لجروح الجسد فقط، بل أيضًا لجروح الروح.
تعليقات
إرسال تعليق