ما تبقى ...
********
كلما اختلسَ النظرَ بعمدٍ، تَغمره تلك الأمواج الصافية التي تُوَشوش كما لو كانت رحمةً تفيضُ من بَحر الوجود. كان المتصوف الناسك في ذروة ارتباك شمس المغيب، وقلبه الطائر في سماء الروح كالعنقاء، ذلك الطائر الأسطوري المصنوع من الفيروز الذي يحلق فوق هاتيك الرُبَى العالية. يا لها من لحظة نقاءٍ مطلقة، عندما تتجلى فيها الروح وتغتسل في بحار الصفاء، تلك اللحظات التي ترسم معاني الحب وكأنَّها تُعيد إحياء الجمال بعدما صار ذريًّا. وها هو، بعد أن اكتفى -والاكتفاء تعقلٌ من ضروريات البقاء- يتقوى بإيمانه ويكبت خفقات قلبه العاصفة التي تخفقُ في عصب الحياة اليومية. كان شخصًا مستعدًا للمكوث، رغم كل التحديات، محافِظًا على جوهر إنسانيته ونقائه الداخلي.
تعليقات
إرسال تعليق