خيانة المزاد
زمان مكانها أقاصي الأرض البعيدة حيث الأمل والخيانه اجتمعتا في مشهد واحد، كانت هناك قرية تُسمى "الجاردينيا". هذه القرية الهادئة كانت مميزة بأزهارها والناس الطيبين الذين يعتزون بجذورهم وأرضهم وكأنها جزء من أرواحهم.
الفصل الأول: مقدمة الخيانة
كان الشيخ إلياس، رجل مسن ذو شَعر أبيض، زعيم القرية. كانت نظراته تحمل حكمة السنين وآلام الحياة. أتى إليه رجل يُدعى يوسف، رجل غريب المظهر، في يوم مطبَّق بالسحاب الداكن. يوسف كان يتململ وكأنه يحمل بشارة سيئة.
قال يوسف بلهجة محترمة ملأها خوف: "سيدي إلياس، هناك موضوعٍ هامٍ أود مناقشته، وأملي أن تستمع إليّ."
اقترب الشيخ إلياس وجلس على كرسيه الخشبي العتيق، وأشار ليوسف بأن يتكلم.
الفصل الثاني: الصفقة المشؤومة
يوسف بدأ يروى ما جرى في بلدة قريبة حيث، بدافع الطمع أو الغرور، كانت تُباع أراضي الفقراء لمستثمرين أجانب. لكن الكارثة كانت تحمل في طياتها خيانة تُباع فيها صكوك الأرض بألوان مختلفة من الخداع.
قال يوسف، "أودُّ أن أقترح عرض أراضينا في المزاد لنشتري ما ننقصه من حاجيات ونوصل الحياة إلى مستوى أفضل."
أدرك الشيخ إلياس نبرة الخيانة في حديث يوسف. فردَّ عليه قائلاً: "يا بني، بيع الوطن في مزاد الخيانة يُعد جريمةً لا يُمكن أن يُطهر عارها أي شيء؛ فالوطنيّة هي عهد مقدس والتفريط بها خيانة عظمى."
الفصل الثالث: المواجهة والندم
ولكن بعض الأهالي انساقوا وراء الحلم الزائف. وقد أصرّ الشبان دون علم الكبار على المشاركة في المزاد، ووضعوا توقيعات بيع الأرض.
بعد شهر فقط، ظهرت الحقيقة المروعة، إذ تم هدم المنازل وزُرعت الأرض بمشاريع لا تخص السكان الأصليين. تدهورت الأحوال حتى أصبح أبناء القرية غرباء في بيوتهم.
تجمَّعت الأهالي في وسط القرية يناقشون أخطاءهم ويلعنون أنفسهم. الشيخ إلياس وقف أمام الجميع، وقال: "الآن نعيش الندم، ولكن هذا العار يظل كجُرحٍ عميقٍ في جذورنا لا يشفيه الزمن."
الفصل الرابع: طهارة منقوصة
ومنذ ذلك اليوم، سادت في القرية روح الندم والخجل، وأقسم الجميع ألا يُباع شرف الأرض مرة أخرى. ومع الوقت، بدأوا بإعادة بناء ما تهدم وما ضاع، ولكن ظل الطابع الحزين محفورًا في قلوبهم، ليصبح درسًا لأجيالٍ قادمة.
فالخيانة لا تزول باعتراف الندم وحده، بل تحتاج إلى عزمٍ جديد وروحٍ نضالية تعيد للأرض قيمتها وللشرف معناه.
تعليقات
إرسال تعليق