أ لِأَنَّ شعورَ الغيابِ ينهشني،  

يتراقص على أطرافِ أنفاسي،  

في زوايا الليلِ حين تسكتُ الأجراس،  

أصغي لذكرى ضحكتك،  

فتدورُ بي الدنيا كعجلةٍ تائهة.


خطواتكِ ما زالت تتردد على الأرض،  

وكأنَّ ثمة نغمٍ لا يبارحُ سمعي،  

أفكر في وجع الانتظار،  

وكيف يزهرُ الألم بين ثنايا القلب،  

في غياب النبضِ الذي كان يُضجُّ بحبكِ.


أنتِ، أوهامُ شاعرٍ تتعانقُ مع الهوى،  

فتنمو في حنايا الروح،  

كأنّ الحياةَ سلالمَ إلى السماء،  

أراها بوضوحٍ في ملامحكِ،  

ولكن الزمانَ يعبثُ بنا كالأطفال.


يا من تُحيي فيَّ البذور،  

وأزرع في صدري حبّاً يتجذّرُ،  

أغنياتي تتقافزُ كالعصافير،  

تبحثُ عن ملاذٍ فيكِ،  

في سطوة الجفاف المعنوي.


أ لِأَنَّني، أحمل أفراحي كحقيبةٍ،  

ولكِ وحدكِ أستودعُ آلامي،  

فدعيني، أتنفسُ من خلال كلماتي  

وأرسم في حروفِ الحزنِ أحلى فرحةٍ.  

أغفو تحت سماءِ عشقكِ،  

بينما الليل يُداري شجونَنا.



أَ لِأَنَّ الحُزنَ يَسكنُني نايٌ يُصَخِّبُ بالآهُ أنفاسُكِ تُقرِّبُ حنيني للمُلاذِ هَوَسُ الشّاعِرِ في نَبض كلماتٌ تَحسُرُ طِيورَ مُحبوسةٌ في قَفَصِ تَسعى فضاءَ البَوْحِ مِن طِينِ الحُرِّ، أَشْهى وَهَمْسُكِ غَيْثٌ يُشعلُ قلبي يَتَفَطّرُ إن غِبتِ وَجَدْبُ الرُوحِ يَختمُ الحكايا



مُدلفاً جئتُ، إلى فردوسِ عينيكِ وأستقبلُ الضوءَ، بنبض قلبي المُتسارع. خلَّفتُ ورائي، أشعاري المتكسرة كما تُركتِ أوراقُ الشجر في موسمِ الخريف. كلُّ ما نطقتهُ كان هامسًا في الغياب، حكاياتٌ مُخبأة، تتسللُ في الشرايين. مَيراثي من الأوزارِ، في سكونِ الليل، تعثرتُ في اسماءَ النساءِ كالنجومِ تُضيء خيال الفراق. يا بسمةً في عينيكِ، أرسمُ أغنيتي في الهواء، ألامسُ الطيفَ المضيء، كأنني أستشرفُ الغدَ. كلٌ حلمٍ يُراقصُ الأفكارَ يُثيرُ معنوى ذكرياتي، في دُنيا من العطرِ. مُدلفاً جئتُ، مزروعًا في بساتينِ حلمكِ، أسيرُ بينَ الألوان، أراقبُ السعادةَ تتفتح، كزهورٍ تُزهر في الربيع. وكلُّ ما تركتهُ كان صفحةً بيضاءَ في دفترِ أحلامنا.



لن تسعفنا الكتابة، فثمة فراغ كبير لن تملأه أكوام الكلمات التي نلقيها لردم هوة الغياب التي اتسعت بيننا. ها هي الآن تبتلع كل شعور سالف بالغبطة، كما تبتلع الثقوب السوداء الأنجم الضالة عن قوافل المجرّات. ترتدين هوسك الكبير بما أكتب، تضعين بعض مساحيق هذيانك المجنون على ملامح أحاديثنا. لا أدري حقًا، كيف لعاشقين أمثالنا أن يكونوا حاذقين بالعشق إلى هذا الحد، ولماذا يهرعون -كما في كل مرة- لافتراع بكارة النهاية بكل تلك الحماقة. في كل لقاء، يتسرب المزيد من الحروف عنا، نتركها عائمة في غياهب الذاكرة إذ نشعر أن المسافة بيننا تزيد بلا توقف، وكأنها فجوة لا تنبئ بأمل في الرتق.



راقصيني  

ضميني بشغفٍ  

واعتصري  

رجولة الأشقياء  


لا تكليني لحزني  

طرفة عين  

فالألم جانبٌ عابر  

وأنتِ لي ضوءٌ في عتمة سني  


خذيني إلى حيث لا يجرؤ الفراق  

إلى زوايا القلب المليء بالحنان  

حيث تتلاشى الذكريات  

وتنبض الحياة في صدري بديلاً  


أعطني لحظةً من الوقت  

أمضي فيها معكِ  

نغني الهموم بعيدًا  

وتمرّ الساعات كنسائم مطرٍ  


راقصيني يا نجمةً تتلألأ  

في سماء روحي المتعطشة،  

دعيني أحتضن الفرح فيكِ  

واتنفس الحب بلا حدود.



هبَّتِ الأحلامُ في غفوةِ الليل تسرحُ فوقَ صفحاتِ الأقدارِ تحاكي همساتِ النجمِ المضيء تسردُ قصصَ الألمِ والمجهولِ تغفو على وسائدِ الخوفِ تتوشحُ بعباءةِ الحزنِ وترتشفُ من عيونِ العبراتِ طعمَ الفراقِ المُفجِع تبحثُ عن مبتغى بينَ السحابِ وفي زوايا القلبِ، تُخبئُ الويلاتِ تأتي في غموضِ الكواكبِ وترحلُ قبلَ أن تكتملَ الآهاتُ تضعُ أصابعها على شفتَيْ الألمِ تخطُّ بالدموعِ أحرفَ التعويذاتِ فتعودُ الأرواحُ مُكفهرّةً وترتجفُ الأماني في ملاذِ سرابِ يا لعمقِ الوجودِ، يا لوعةَ الريحِ تسافرُ في أفكارنا، تعانقُ الفجرَ لكنَّ الأملَ يبقى شامخًا كشجرةٍ تعاندُ كلَّ العواصفِ وأكتبُ هنا، في ظلِّ الصمتِ قصتي بينَ الفصولِ المتتالية دونَ أن أغفلَ أيّ تفاصيلِ في لحظةٍ قد تحيا، وقد تنتهي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عقل ناطق بقلم الباحث و المفكر فادي سيدو