عنوان القصة: مرآة الحب الصامتة
عندما تعاطيتُ الصمت كجرعة أولى لنسيان الحاضر، رأيت أمامي عالمًا جديدًا مليئًا بالسكينة. كانت الرغبة في الهروب من صخب الحياة تغلبني، وكانت الرغبة في الاحتماء تحت جناحي الصمت تملأني بالراحة.
في ذلك الصمت العميق، وجدت نفسي أعيد ترتيب أفكاري، أعيد تعريف ذاتي، لكنه في نفس الوقت لم يكن خاليًا من شبح الماضي. في حنجرتي، كانت آخر كلمة لكِ تتردد، تعبرني كظل لا يزول، همسة لم تكتمل.
فرميتُ حضوري في عينيك، تلك العينين اللتين تروي قصصًا عن الحب والصبر والانتظار. تفضّلت بالصمت علاجًا، واحتضنت الألم كرسم جميل لذكريات مضت. عيناك كانتا مرايا لأفكاري، وجدت فيهما انعكاسًا لأحلامي وأمنياتي.
أحداث الماضي صنعت بيننا جدارًا من الغموض، ولكن في عينيك رأيت بابًا مواربًا للصبر والتصميم. كل لقاء كان لحنًا خفيًا، وكل نظرة كانت شمسًا تضيء لي دروب العودة. التزمتُ الصبر علاجًا، وجعلت من صمتك وقودًا لأيامي القادمة.
لم يكن نسيان الحاضر هدفاً سهلاً، لكنه كان ضرورياً. فالصبر علمني كيف أعيد بناء نفسي، وكيف أقف أمام المرآة بوجه جديد، وجه مبتسم رغم كل الصعوبات.
بمرور الأيام، تعلمت كيف أن الحب الصامت له لغته الخاصة، لغة ليست بحاجة لكلمات، بل لأفعال وأحاسيس تتجاوز حدود الكلام. في نهاية المطاف، وجدنا أنفسنا نعيش حكاية جديدة، تلك الحكاية التي كتبناها بأعيننا وصمتنا وصبرنا.
وهكذا، أصبح صمتي ليس فقط جداراً منيعاً ضد معاناتي، بل جسرًا يوصلني لعينيك، حيث يمكنني العيش في حضن ذكرياتنا ومآربنا المستقبلية.
تعليقات
إرسال تعليق