دراسة نقدية لقصيدة " في يده الشمم " - الشاعر د.خليل حسين اطريِّر
كتب الشاعر د.خليل حسين اطريِّر :
لكلٍّ مَنْزِلٌ والخطوُ يحدو
فيطويَ دربَه صبحاً و ليلا
و مَن ميزانُه كالَ العطايا
يُهنْ عرقَ الفتى كدّاً و كَيْلا
و مَن ينطحْ جبالاً في تحَدٍّ
جنى بالعزم ما يبغيه نيْلا
يطيبُ شرابُ من للضيف بشَّ
و ينشرُ عطرَ من زكٌاه هيْلا
و من باهى السحابَ بحُسن خلقٍ
فليس كمن يجرُّ السوءَ ذيلا
على صدر الإباء زرعتَ مجداً
يُجَرِّرُ للسقيم خنى و ويلا
متى مر السَّمومُ بقحلِ يُبْسٍ
تمرَّ بفيض جودٍ . مَدَّ سيلا
أوجْهَ الخير ...! بالخلقِ النبيلِ
تلُمُّ محاسناً و تجدُّ شيلا
إذا اشتدَّ الظلامُ على كُروبٍ
ترودُ الفألَ قبل النور مَيلا
فأنت البدرُ والقيمُ اعتلاقٌ
و تبقى قمَّةً تدنو سُهيلا
تسابقُ للأماني صخبَ موجٍ
تراودُ للمدى أفقاً و خيلا
////////////////////////////////////
دراسة نقدية لقصيدة " في يده الشمم " - الشاعر د.خليل حسين اطريِّر
تعدّ قصيدة "في يده الشمم" للشاعر الدكتور خليل حسين أطريِّر من القصائد التي تتناول العديد من الجوانب الإنسانية والاجتماعية ببراعة شعرية وجمالية لغوية لافتة. في سطور هذه القصيدة، يتناول الشاعر موضوعات تستعرض مكامن الفخر بالقيم النبيلة والاعتزاز بالمبادئ السامية، مستخدماً لغة راقية وإيقاعاً شعرياً متميزاً يثير الإحساس بالمجد والعظمة في نفس القارئ.
يتسم الشاعر خليل أطريِّر بقدرته على معالجة الموضوعات بأسلوب مميز، يجمع بين الحس الوطني والإنساني، مجسداً القيم التي يسعى كل إنسان نبيل لتحقيقها في حياته. تأتي القصيدة في إطار تاريخي واجتماعي يعكس تجربة الإنسان مع تحديات الحياة، وكيف يمكن للإرادة القوية والقيم الراسخة أن تقود الشخص لتحقيق أهدافه، متجاوزاً الصعاب والعقبات.
في هذا الدراسة ، سنقوم بدراسة نقدية لقصيدة "في يده الشمم"، من خلال تناول ثلاثة محاور رئيسية: أولاً، الإطار التاريخي والاجتماعي الذي كتبت فيه القصيدة، ثم الأساليب الشعرية واللغوية المستخدمة، وأخيراً القيم والمثل النبيلة التي تجسدها. سنسعى لاستكشاف كيف نجح الشاعر في نقل تلك الرسائل النبيلة، وجعلها تنبض بالحياة وتلهم القارئ.
الإطار التاريخي والاجتماعي للقصيدة:
قصيدة "في يده الشمم" للشاعر د. خليل حسين اطريِّر تأتي في إطار تاريخي واجتماعي معين يجدر توضيحه لفهم العمق الثقافي والدلالات الرمزية التي تتجلى فيها. القصيدة تعكس بيئة اجتماعية قائمة على القيم القبلية والتقاليد العربية الأصيلة، حيث تلعب الفضائل والنبل والتكافل الاجتماعي دورًا جوهريًا في تشكيل هوية الأفراد والمجتمع ككل.
تُظهر القصيدة عالماً تتحكم فيه أعراف البادية والأصول القبلية بوضوح. هذه القيم ليست مجرد تقاليد اجتماعية بل هي معايير أخلاقية تُشكِّل الحياة اليومية للناس. البطل الذي يتم تصويره في القصيدة يمزج بين الشجاعة والنخوة والإباء، وتمجيد للكرم والإيثار، الصفات التي كانت تعدُّ من أنبل الفضائل في المجتمع البدوي، خاصة في ظل الأوقات الصعبة.
يُتيح الجو الشعري لقصيدة "في يده الشمم" إعادة تصوير الصعاب والتحديات التي يواجهها الأفراد في بيئة قاسية، حيث تُعادل الرحلات الطويلة والمغاربة الصعبة الحياة نفسها. يعكس "الخطو" و"الدروب" هذه الرحلة المجهدة، التي تندمج بشكل متناغم مع مبدأ العمل الجماعي والتضافر المجتمعي من خلال الرمزية العميقة للعطايا والضيافة.
القصيدة كتبت في فترة يمكن القول إن التغيرات الاجتماعية والسياسية بدأت تتسارع فيها، والتي من خلالها يشعر الشاعر بالحاجة إلى التأكيد على أصالة القيم التي يجب أن تبقى مهما تبدلت الظروف. إن طبيعة التحدي والنضال البادية في الأبيات الشعرية تتزامن مع حالة المجتمع العربي الذي يواجه تحولات هامة، تعكس الرغبة في الحفاظ على الهوية والكرامة والصمود في وجه التحولات.
باستخدام اللغة الرمزية، يجد الشاعر وسيلة لاستحضار الإطار الزمني لمجتمع يواجه الحياة بتفاؤل وشجاعة، حيث يُنظر إلى السموم، والعطايا، والجود، والخلق النبيل كعناصر أساسية تشكل جسم الحياة اليومية وتوفر نوعًا من الديمومة والاستمرارية في المجتمع.
جماليات الصورة الشعرية في قصيدة "في يده الشمم":
تتجلّى جماليات الصورة الشعرية في قصيدة "في يده الشمم" للشاعر د. خليل حسين اطريِّر من خلال استخدام الشاعر لتشكيلات لغوية تزخر بالرمزية والجمال الفني الذي يُنمي الحس الجمالي للقارئ. تُبدع الأبيات في نسج لوحات شعرية مترابطة، يشبه كل بيت فيها قطعة من فسيفساء متكاملة.
في بداية القصيدة، يستخدم الشاعر صورة حركة القدمين المتجهة نحو هدف معين، مما يخلق صورة ديناميكية مليئة بالحيوية والتقدم. "لكل منْزِل والخطوُ يحدو / فيطويَ دربَه صبحًا و ليلا"؛ هنا، نلتقط الثبات والعزيمة من خلال مشهد شخص يسير نحو منزله مصحوباً بخطوات متتابعة، ليوصل إحساسًا بالتوجيه والهدف الواضح.
كما يعتمد الشاعر على تناقض الصور لتعزيز الفكرة الشاملة للقصيدة. مثلًا، "متى مر السمومُ بقحلِ يُبْسٍ / تمرَّ بفيض جودٍ. مَدَّ سيلا"، يُظهر الشاعر فراسةً في الجمع بين القحل والفيض، ليعبر عن تحول الأحوال واستمرارية الفضل والعطاء.
أيضًا، في "و مَن ينطحْ جبالاً في تحدٍ / جنى بالعزم ما يبغيه نيلاً"، تنضح الصورة بالقوة والتحدي، فالشاعر يُستخدم الخبرة الحسية للنطح والتحدي والجبال ليتّجه نحو تصوير الصعوبة والإصرار. هذه الصور البصرية تحكي قصة قوة الإنسان وعزمه لتحقيق مرامه، مما يُضفي طابعًا ملحميًا على الأبيات.
استخدام التشبيهات والتزامنات الطبيعية والخُلُقية في الأبيات يظهر بوضوح، حيث أن الشاعر لا يترك مساحة للركود الفكري، بل يملأها بصور مُتعددة تُحفِّز خيال القارئ، كما في "فأنت البدرُ والقيمُ اعتلاقٌ / وتبقى قمةً تدنو سهيلا"، حيث يشبه الشاعر الشخص بالبدر، مما يضفي عليه نورًا وجمالًا في إطار معنوي عالٍ.
الأساليب الشعرية واللغوية المستخدمة في القصيدة:
تتجلى في قصيدة "في يده الشمم" للشاعر د. خليل حسين اطريِّر، مجموعة من الأساليب الشعرية واللغوية التي تعكس براعة الشاعر وقدرته على التلاعب بالكلمات لإيصال معنى عميق ومؤثر. أول ما يمكن ملاحظته في القصيدة هو استخدام الشاعر للتشبيهات والاستعارات بغزارة، وذلك يضفي على النص صورة جمالية جذابة. مثلما نرى في البيت "يلُمُّ محاسناً وجَدَّ شيلا"، حيث يشبه هنا القيم النبيلة بالأشياء الجميلة التي يمكن جمعها وحملها بسهولة.
إضافة إلى ذلك، يستخدم الشاعر توازناً وزخماً إيقاعياً يُحَكِّم به الأبيات، ما يجعل القراءة سلسة ومريحة للأذن. يقوم بذلك عبر استخدام البحور الشعرية، وهو ما يضفي على القصيدة موسيقى داخلية تتناغم مع المعاني السامية التي يود إيصالها. على سبيل المثال: “تسابقُ للأماني صخبَ موجٍ / تراودُ للمدى أفقاً وخيلا”، حيث استطاع الشاعر بمهارة أن يوظف التفعيلات بطريقة تُبقي على الإيقاع الداخلي لكل بيت.
كما يظهر استخدام الشاعر لقافية متسقة تسهم في إحكام النص وجذب انتباه القارئ. فقد اختار القافية التي تنتهي بـ"يلا"، وهي تقف في نهاية معظم أبيات القصيدة، وهذا التكرار يعمل على تعزيز الإحساس بالوحدة والانسجام داخل النص.
جانب آخر مهم هو استخدام الشاعر للألفاظ الجزلة والقوية التي تعكس قوة الشخصية والمثابرة، كما في البيت “ومن ينطح جبالاً في تحدٍ / جنى بالعزم ما يبغيه نيْلا”، حيث أن الألفاظ مثل "ينطح" و"جبالاً" و"تحدٍ" تعبر عن قوة وصلابة الشعور بالثبات والعزم.
كذلك نشاهد تميُّز الشاعر باستخدام التكرار التطريزي، مما يساهم في تعريض الفكرة الرئيسية وتعميقها في خيال القارئ. فعلى سبيل المثال، تكرر لفظ “يُحيلا” في أكثر من موضع ليؤكد على فكرة النمو والتطور والبقاء.
إن هذه الأساليب الشعرية واللغوية تعمل كمجموعة متكاملة ترفع من قيمة القصيدة وتضفي عليها رونقاً خاصاً يُبرز الموقف الإنساني والرسالة الأخلاقية التي يسعى الشاعر إلى إيصالها.
الرمزية والمعاني الكامنة في أبيات الشاعر د.خليل حسين اطريِّر:
الرمزية والمعاني الكامنة في أبيات الشاعر د.خليل حسين اطريِّر تظهر بشكل بارز ولاتُخفى على القارئ المتمعن في قصة "في يده الشمم". فالقصيدة تمثل تقاطعاً بين الحياة الواقعية والتجارب الشخصية للشاعر وبين عالم الرموز والمعاني العميقة التي تضفي أبعاداً فلسفية ووجودية على النص. يستخدم الشاعر الصور الرمزية بشكل مكثف ليعبر عن قضايا إنسانية وجوانب من الحياة التي يعيشها الفرد.
في البيت الأول "و مَن ينطحْ جبالاً في تحدٍّ / جنى بالعزم ما يبغيه نيْلا"، نجد أن الجبل هنا يمثل التحديات الكبرى التي يواجهها الإنسان في الحياة. الفعل "ينطح" يُشير إلى العزيمة والإصرار على تجاوز هذه العقبات، مما يعكس روح المجاهدة والتصميم. هذا البيت يُلخّص فلسفة الحياة والتفاني في الوصول إلى الأهداف على الرغم من الصعوبات.
كذلك، في البيت "إذا اشتدَّ الظلامُ على كُروبٍ / ترودُ الفألَ قبل النور ميلا"، الظلام هنا رمز للأزمة والأوقات العصيبة، في حين أن "الفأل" والنور" يمثلان الأمل والتفاؤل. الشاعر يقدم تفاؤلاً واثقاً بأن الأمل ينبع حتى في أحلك الظروف، وهذه رؤية شاعرية تلامس الروح وتغذيها بالقوة والإيمان.
في بيت "على صدر الإباء زرعت مجداً / يُجَرِّرُ للسقيم خنى و ويلا"، نجد أن "صدر الإباء" يمثل الكرامة والشموخ، و"المجد" هو الثمار التي تنمو على تلك الشجرة العريقة من القيم الأخلاقية. هذا البيت يعكس كيف أن القيم النبيلة تصنع من الإنسان كياناً مميزاً يندر وجوده في هذا العالم، وتحقق العز والشرف.
وباستخدامه للرمزية، يمتد الشاعر إلى وصف دوره كصاحب القيم العليا في "فأنت البدرُ والقيمُ اعتلاقٌ / و تبقى قمَّةً تدنو سهيلا"، حيث البدر يمثل النور والفلسفة الأخلاقية العليا، و"سهيلا" نجمة عالية في السماء، مما يرمز إلى رفعة القيم والمبادئ التي يحملها الشاعر.
بهذا الأسلوب الرمزي، يقطف د.خليل حسين اطريِّر من باقات الشعر ما يعكس أعماق فكره ويضفي على قصيدته معانٍ لا تُحصى، تتجاوز حدود الكلمات لتعانق الحياة بجوانبها المختلفة.
الشاعر د.خليل حسين اطريِّر واستخدامه للتشبيهات والاستعارات:
الشاعر د.خليل حسين اطريِّر يتميّز بمهارة فائقة في استخدام التشبيهات والاستعارات في قصيدته "في يده الشمم"، ما يضفي عمقاً وجمالية للكلمات ويمنحها أبعاداً متعددة. في بيته الأول، "لكلٍّ مَنْزِلٌ والخطوُ يحدو فيطويَ دربَه صبحاً و ليلاً"، يستخدم الشاعر التشبيه والمجاز ليصف الإنسان وكفاحه في الحياة. خطوات الإنسان تتقدم باستمرار، بغض النظر عن الليل أو النهار، في إشارة إلى جهد الإنسان المستمر دون انقطاع.
في البيت الرابع، "يطيبُ شرابُ من للضيف بشَّ وينشرُ عطرَ من زكّاه هيْلا"، نجد أن الشاعر يستعير من العطر والشراب ليوضح قيمة الكرم والبشاشة، وكيف يمكن لها أن تخلّف انطباعات إيجابية تفوح كالعبير.
أما في البيت الخامس، "ومن باهى السحابَ بحُسن خلقٍ فليس كمن يجرُّ السوءَ ذيلا"، يأتي الشاعر بتشبيهين متباذلين. فهو يقارن الرجل ذو الخلق الحسن بالسحاب العالي في سمائه، ليظهر عِظم خلقه وعظَمَته، ويعقد مقارنة مباشرة بين هذا الرجل والآخر الذي يجر السيء خلفه كذيلاً، مما يعكسه من سوء وتدنٍ.
استخدام الاستعارة في "مرَّ السَّمومُ بقحلِ يُبْسٍ تمرَّ بفيض جودٍ. مَدَّ سيلا" يظهر إبداع الشاعر في إحالة القارئ من حالة القحط واليباس إلى حالة السيل والجود، مقدماً صورة حية للقوة الفائقة للتحوّل والتغير إلى الأفضل.
وفي البيت الحادي عشر، "إذا اشتدَّ الظلامُ على كُروبٍ ترودُ الفألَ قبل النور ميلا"، يتم استخدام الاستعارة هنا لتوضيح كيف يستبق الأمل الضوء حتى في أشد حالات اليأس، مما يعكس رؤية الشاعر الإيجابية وقوّة الإرادة.
الشاعر د.خليل حسين اطريِّر يوظف التشبيهات والاستعارات بذكاء ليحول تجربته الشعرية إلى تجربة معنوية عميقة، حيث كل صورة تتجاوز الكلمات لتغوص في أعماق المشاعر الإنسانية والتجارب الحياتية.
القيم والمثل النبيلة في قصيدة 'في يده الشمم':
تتجلّى في قصيدة "في يده الشمم" للشاعر د. خليل حسين اطريِّر مجموعة من القيم والمثل النبيلة التي يعبر عنها الشاعر بتعبيرات راقية ومؤثرة. أحد أهم هذه القيم هو قيمة العطاء، التي تظهر بوضوح في البيت الذي يقول: "و من ميزانُه كالَ العطايا / يُهنْ عرقَ الفتى كدّاً و كَيْلا"، حيث يصف الشاعر الشخص الذي يُعطي بكرم ويُثمن جهود الآخرين، معبراً عن قيمة الاحترام والاعتراف بأتعاب الغير.
قيمة التحدي والعزم هي أيضاً محور هام في القصيدة، حيث نجد في البيت "و مَن ينطحْ جبالاً في تحَدٍّ / جنى بالعزم ما يبغيه نيْلا". يبرز الشاعر هنا أهمية المثابرة والإصرار في مواجهة الصعاب لتحقيق الأهداف، مشدداً على قيمة العزيمة القوية التي تحقق المستحيل.
قيمة الكرم والضيافة، تبرز في البيت "يطيبُ شرابُ من للضيف بشَّ / و ينشرُ عطرَ من زكٌاه هيْلا". يظهر الشاعر في هذا الموضع الشخص الكريم الذي يستقبل ضيوفه بحفاوة ويُكرمهم، مما يعكس قيمة الضيافة وحسن الاستقبال.
بالإضافة إلى ذلك، نجد الشاعر يشيد بقيمة الأخلاق الحميدة وحسن الخلق في البيت "و من باهى السحابَ بحُسن خلقٍ / فليس كمن يجرُّ السوءَ ذيلا". يوضح الشاعر أن الشخص ذو الأخلاق الرفيعة هو مصدر فخر ومثال يُحتذى به، مقارنةً بشخص يجر معه السوء والفساد.
كما يبرز الشاعر قيمة المثابرة والتفاني في الأعمال الجيدة، في البيت "أوجْهَ الخير ...! بالخلقِ النبيلِ / تلُمُّ محاسناً و تجدُّ شيلا". يعكس هذا البيت مدى تفاني الشخص النبيل في تجميع الفضائل و السعي نحو كل ما هو جيد ومفيد.
القصيدة تمتلئ بالعديد من القيم النبيلة مثل الشجاعة والكرم، المثابرة والإيثار، والتي تجعل من الشاعر د. خليل حسين اطريِّر نموذجاً فريداً يجمع بين البساطة وعمق الفكر في إيصال رسائله النبيلة لجمهوره.
الخاتمة:
في الختام، يمكن القول إن قصيدة "في يده الشمم" للشاعر د.خليل حسين اطريِّر تمثل عملاً شعرياً مشحوناً بالقيم الإنسانية النبيلة والحكم البليغة. القصيدة ليست مجرد مجموعة من الأبيات المصوغة بأسلوب فائق البلاغة، بل هي رسالة توجيهية للمجتمع تعزز من مكارم الأخلاق، مثل الكرم والإباء والصبر والعطاء. وقد استخدم الشاعر اللغة العربية بأبهى حلتها، حيث تتجلى قوة الأسلوب الشعري والتلاعب بالألفاظ في تجسيد صور الحياة وهمومها وآمالها.
لقد استطاع الشاعر أن يمزج بين الجمال اللغوي والمعاني العميقة، مما يضع قارئ القصيدة في دائرة واسعة من التأمل والتفكر. نُختم بالقول إن هذه القصيدة تستحق الدراسة العميقة والنقد البناء، لما تحمله من مضامين ثقافية واجتماعية تسهم في إعلاء شأن القيم الإنسانية النبيلة في مجتمعاتنا. على هذا النحو، تتجلى جليةً روعة الفن الشعري عند الشاعر د.خليل حسين اطريِّر، مؤكدةً على مكانته كشاعر يمتلك القدرة على التأثير والإلهام.
تعليقات
إرسال تعليق